ضجة كبرى حصلت مؤخراً بعد مقابلة لزوجة إحدى أشهر الشخصيات الدينية بمصر والذي كان له منصب ديني رفيع قبل فصله منه وعدد متابعيه بفيسبوك 7.2 مليون، وقالت إنها بيوم عندما ناقشته بأمر قال لها «أنا كلامي لا يناقش أنا كلامي كلام إله». وهذه عبارة تفضح حقيقة النموذج النفسي الذي يتم فرضه للعلاقة بين الزوجين بغلاف ديني؛ فالخطاب الديني السائد يعبّد الزوجة لزوجها ويجعل العلاقة بين الزوجين ليست علاقة بين إنسانين متكافئين ومتساويين بالكرامة الإنسانية والروحية والأخلاقية والاجتماعية إنما جعلوها علاقة بين سيد وعبد أو كما قال هذا الشيخ علاقة بين إله وبين عبده البشري، وقام هذا الشيخ بالتحايل بصياغة وثيقة الزواج لحرمان زوجته من حقوقها المادية، والصدمة الأكبر أن ردة فعل الرجال العرب على هذه الكارثة الأخلاقية والدينية لهذا الشيخ لم تكن استنكار كلامه وتركه زوجته معلقة مع طفلته ومحرومة من كل الحقوق إنما قاموا بتمجيده وتعظيمه والدفاع عنه واعتباره قدوة يتعلمون منه صيغة الاحتيال على النص القانوني لعقد الزواج لحرمان الزوجة من حقوقها المادية وتركها معلقة لا تستطيع الطلاق والخلع، وهذا يدلل على مدى درجة الانحراف والتطرّف بالعنصرية ضد النساء لدرجة تأييد رجل قال كلاماً يعظّم به نفسه على زوجته، لأن هذا الشيخ اشتهر بالخطاب الذكوري العنصري ضد النساء الذي يحرّم عليهن كل حقوقهن ويجعلهن مستعبدات عند الرجال، ولو غيره قال هذا القول لطالبوا بقتله، وزوجته المنقبة التي ترتدي السواد قالت إنه كادت تحصل لها ردة عن الإسلام بسبب سوء نموذج زوجها، وقالت إنها كانت تحسبه ضد النسويات فقط وهي توافقه بذلك لكنها اكتشفت أنه «ضد المرأة أصلاً وعموماً»، وهذا الخطاب النرجسي المستكبر العنجهي السام ضد النساء سبب رئيسي لعزوف النساء عن الزواج ولكثرة الطلاق والخلع، فالرجال يريدون تطبيق نموذج هذا الشيخ الذي يجعل الزوج يريد أن يكون السيد وزوجته العبدة المطيعة التي ليس لها عقل ولا قلب ولا روح ولا رأي ولا كرامة إنسانية ولا حقوق ولزوجها حق ضربها وحبسها وحرمانها من كل حقوقها حتى التواصل مع والديها، ولا توجد فتاة عادة تقبل بهذا النموذج الرجعي المتخلّف الظالم والمدمّر للنساء عقلياً ونفسياً وروحياً، وهو سبب رئيسي لكون النساء يعانين أكثر بكثير من الرجال من الأمراض العقلية والنفسية، فلا أحد يمكنه العيش بظروف هذا النموذج الظالم الهمجي غير المتحضر ويبقى إنساناً طبيعياً، وبأفغانستان حيث تطبّق الدولة هذا النموذج على النساء وصل الانتحار لمعدلات وبائية لدى النساء، ثم يقال لماذا النساء نكديات ولا يقدّرن صرف الزوج عليهن؟ بينما هن يعشن هذا الجحيم المدمّر لهن من كل وجه، ومؤسف جداً أنه لدينا من نصّبوا أنفسهم في مسمى وظيفة مستشار أسري يتبنون هذا الخطاب الظالم الرجعي الهمجي، ولذا هم جزء من المشكلة وليسوا جزءاً من الحل، فطريقتهم في ما يسمونه الإصلاح بين الزوجين هو محاولة إقناع الزوجة والضغط عليها لتقبل بنموذج العيش بدون أي حقوق وتحت اضطهاد وظلم كامل من زوجها، ولهذا يعادون النسوية والتي هي الدفاع عن حقوق النساء وليس فيها أدنى ظلم وتهديد للرجال ولم تؤدِ لأذية ذكر واحد، بينما الذكورية أدّت لقتل أعداد لا تحصى من النساء، وحسب دراسة وإحصائية للأمم المتحدة فأخطر مكان على النساء والأطفال ليس الشارع إنما هو البيت، وأخطر خطر على سلامة وحياة النساء والأطفال هم الرجال من أهل البيت وليس الغرباء «GLOBAL STUDY ON HOMICIDE, Gender-related killing of women and girls».