مصطلحات مثل جحيم وكابوس وجريمة إبادة كلها لا تصف حجم الأهوال التي يعيشها أهل غزة، ويكفي أنهم ليحصلوا على كيس طحين يعرضون أنفسهم للقتل على يد مؤسسة المرتزقة (GHF) الذين نصبوا أنفسهم بديلاً للأونروا ويقتلون الفلسطينيين أثناء تجمعهم لأخذ المساعدات منها المغمسة بالدم، ولذا يجب تجاوز الحصار بإسقاط المساعدات من الجو كالسابق، وغزة تدمرت بالكامل وأهلها منذ سنتين مشردين وبلا تعليم ولا عمل، ونتنياهو أعلن صراحة أنه سواء أتم الاتفاق على هدنة لشهرين أم لم يتم الاتفاق عليها لن تتوقف الحرب حتى تعلن حماس تسليم سلاحها ويتم تفكيكها، وحماس ترفض التخلي عن سلاحها وترفض التخلي عن السلطة على غزة حتى لصالح السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، وأهل غزة يدفعون الثمن، والوضع باختصار؛ إما أن تبقى حماس مصرّة على التضحية بشعبها حتى يفنى بالجوع والعطش والمجازر والأوبئة مقابل بقاء سلاحها وسلطتها عليه، أو تضحّي بنفسها لأجل شعبها وتعلن التخلي عن الحكم لصالح السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية مقابل إيقاف الحرب، ومنع احتلال غزة، ومنع إسرائيل من تطبيق خطة حبس أهل غزة بمعسكر اعتقال على الطراز النازي لإجبارهم على الهجرة خارج غزة، وبالنهاية ذخائر حماس ستنفد، ولذا تضحيتها بشعبها لأجل سلاحها وسلطتها سيكون عبثياً؛ لأنه ليس لها أي مصادر تزود بالذخائر، ولذا حماس تضحّي بشعبها عبثاً لأجل سلاح عاجلاً أم آجلاً سينفد، وإن كانت حماس لا ترحم شعبها فيجب أن يتدخل العرب للضغط على حماس لترحم شعبها وتضحّي بنفسها لأجل شعبها، والثمن الغالي الذي يدفعه أهل غزة لعملياتها لا يستحق؛ فمقابل كل جندي إسرائيلي تقتله حماس يقتل عشرات آلاف الفلسطينيين ويعتقل الآلاف ويتم تعذيبهم واغتصابهم حتى الموت كرئيس قسم العظام بمستشفى الشفاء بغزة الدكتور عدنان البرش الذي تم الاعتداء عليه حتى الموت بمعتقل إسرائيلي وأعلنت الأمم المتحدة بتقريرها أن إسرائيل تستخدم الاعتداءات الجنسية على الفلسطينيين من الجنسين «كأداة حرب»، ولذا أفتى الشيخ الألباني ضد العمليات بفلسطين بسبب عواقبها الوخيمة على الفلسطينيين، وبأعقاب عملية 7 أكتوبر أصدرت إسرائيل أمراً بمنع الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية من المشي وأجبرتهم على الزحف على أربع على الأرض كالحيوانات مع تعرّضهم للتعذيب لدرجة تتطلب بتر أطرافهم رغماً عنهم، ومقابل كل أسير تم الإفراج عنه بصفقات تبادل الأسرى اعتقل الآلاف من أهل غزة وهم ليسوا ضمن صفقات تبادل الأسرى ولا أحد يتفاوض للإفراج عنهم، ويومياً يعلن عن مقتل أسرى من أهل غزة بالمعتقلات الإسرائيلية، ولاحقاً إسرائيل قامت باغتيال أو إعادة اعتقال الأسرى المحررين بصفقات تبادل الأسرى، وهناك مقطع لرجل من أهل غزة يصرخ بأنهم يتعرّضون للإذلال بمخيمات التشرد حتى لدخول الحمام، فأي عزة جلبتها عمليات حماس لشعبها؟ ولذا هذا الوضع يجب أن لا يستمر ويجب أن لا يترك أهل غزة تحت رحمة حسابات حماس الأنانية التي لا يهمها سوى الحفاظ على سلاحها وسلطتها على الشعب الذي استجلبت عليه الدمار والمجازر والتجويع والأسر والاغتصاب بعملياتها العبثية العدمية، ولا يوجد أدنى حق لمسؤولي حماس الذين يقيمون بأمان ورفاه بالخارج أن يستبدوا بقرارات يدفع ثمنها الشعب المحاصر بغزة، فالعرب يجب أن يتدخلوا بقرار حماس بالنيابة عن أهل غزة الواقعين بين حماس ونتنياهو بين المطرقة والسندان ولا أحد يبالي بعذابهم من الطرفين، وحسابات أهل غزة بمواقع التواصل كلها رفض لحماس وعملياتها واستنجاد بالعرب أن يخلصوهم من استبداد حماس بمصيرهم، وأوقح الوقاحة والسيكوباتية أن تجد ردوداً بحسابات أهل غزة تخونهم لأنهم يرفضون الجحيم الذي استجلبته عليهم حماس.