-A +A
حمود أبو طالب
وكأن أعصاب العالم ليس فيها ما يكفيها من الشد والتوتر بسبب الأزمات والمواجهات بين القوى الكبرى لتأتي أزمة المنطاد الصيني في الأجواء الأمريكية كي تقدح مزيداً من شرر الاحتمالات الكارثية التي ترجف قلوب سكان هذا الكوكب خشية وقوعها. المعسكر الغربي بقيادة أمريكا يخوض حرباً مع روسيا في أوكرانيا تزداد تعقيداً كل يوم، وتنبئ بما هو أسوأ اقتصادياً وعسكرياً، والطرفان يتمترسان خلف أسلحة نووية فتاكة لو انفرط عقالها فعلى البشرية السلام. وفي الجانب الآخر يزداد الاحتقان بين أمريكا والصين وتتوالى بينهما الاستفزازات والتحرش حد الاقتراب من الخطوط الحمراء المرعبة، وفجأة تخرج علينا حكاية جديدة غير متوقعة، فيها قدر كبير من الطرافة والغرابة والغموض، منطاد صيني ضخم يتم اكتشافه في الأجواء الأمريكية.

كان المفترض أن يصل وزير الخارجية الأمريكي اليوم إلى الصين في أول زيارة لوزير خارجية منذ 2018، هدفها تخفيف التوتر بين البلدين، لكن المنطاد ألغاها، ووصف بلينكن الحادثة بأنها عمل غير مسؤول ينتهك سيادة أمريكا. المتحدث باسم البنتاغون اتهم الصين بأن المنطاد لأغراض تجسسية. السيناتور الأمريكي إريك شميت يقول: هي فكرة لا تُصدّق على الإطلاق، ولا ينبغي لأي أمريكي أن يتحمّل هذا الأمر، المنطاد يقترب من قاعدة وايتمان الجوية في ميزوري حيث مسقط رأس القاذفات الشبحية. ومقابل كل هذا الصخب ترد الخارجية الصينية بهدوء يقترب من البرود بأن تحليق المنطاد كان جراء أسباب قاهرة، متهمة السياسيين ووسائل الإعلام الأمريكية بتشويه سمعة الصين الملتزمة بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول.


لقد تابعنا قصة مثيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع تحمل في تفاصيلها كثيراً من التساؤلات، والخوف كله أن ينفجر المنطاد وينفجر معه العالم.