-A +A
سلطان الزايدي
حين يغادر لاعب كرة القدم الملاعب معتزلًا اللعبة ومودعًا المعشب الأخضر، يصبح أمام مرحلة أخرى مختلفة عن المرحلة التي قضاها في الملاعب، ومع الوقت تبدأ الأضواء الإعلامية تنحسر وتبتعد عنه، البعض منهم يبتعد برغبته ويختار حياة جديدة بعيدًا عن كل هذا الصخب، ولا يفضّل أن يقحم نفسه في قضايا ومهاترات ونقاشات إعلامية، كان يرى نفسه في الملعب فقط، ولا يوجد أي مكان آخر يناسبه غير المستطيل الأخضر، والبعض الآخر يظل مهووسًا بالأضواء والإعلام. وفي المجمل كلا الفئتين تضعف أمام الأضواء، لكن بنسب متفاوتة، فالمهووسون بالأضواء والإعلام والقنوات يبقون قريبين حتى بعد اعتزالهم، وهؤلاء تكثر اعترافاتهم المصاحبة لتاريخهم في الملاعب؛ فما كان يصعب قوله وهو لاعب لا يجد فيه ضيرًا حين يقوله بعد اعتزاله، خاصة إذا كان مرتبطًا بمعلومة مهمة ستعيد له الأضواء من جديد، وكأنه ما زال فارس الميدان ومجندل الخصوم؛ وبالتالي يصبح الصديق الملازم للإعلام أكبر فترة ممكنة، عسى أن تخرج منه اعترافات جديدة، تصبح حديث الناس ومادةً مشوقةً يخوض فيها الإعلام لوقت طويل، لتصبح مع الوقت دليلًا تستفيد منه الجماهير؛ لتستخدمه سلاحًا مهمًّا حين يحضر نقاش المتعصبين وغيرهم.

إن أزمة الاعترافات المتكررة التي نعيشها من فترة لأخرى لا يمكن أن تتوقف، طالما أنهم يصنعون الإثارة، ويغذون كل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بأحداث جديدة، والأمثلة كثيرة يصعب حصرها، لكن أبرزها حديث قائد المنتخب السعودي الأسبق صالح النعيمة عن الدنبوشي والسحر في أحد البرامج المتلفزة، والذي أخذ أصداءً كبيرة، وما زال المشجع المتعصّب يستخدمه في نقاشاته وكتاباته، وآخرها حتى -لحظة كتابة هذا المقال- حديث صالح الصقري -النجم الاتحادي الخلوق- عن المنشطات في تلك الفترة التي قضاها في الملاعب مع الاتحاد، وحجم ردود الفعل التي حدثت بعد هذا الحوار، وحتى بعد اعتذاره عن هذا الكلام ونفيه، سيبقى حديثه نقطة يستفيد منها المنافسون للتشكيك بإنجازات الاتحاد.


وفي النهاية إن أزمة الاعترافات هذه لن تتوقف إلا بعقوبات، ولكل نادٍ سعوديٍّ رصيد منها لنجوم مهمين مثّلوا تلك الأندية، وربما يخرج لنا غدًا مَن يقدم إحصائيات عن النادي الأكثر فضائح باعترافات نجومه المعتزلين، ولا ننسى الإداريين أيضًا من رؤساء وغيرهم، فلهم جزءٌ جيدٌ من الكعكة.

وفي تصوري سيبقى هذا الباب مفتوحًا ما لم تتحرك الأندية أو الجهات المعنية بتحرير بند الشكاوى؛ لإثبات صحة أي معلومة، أو يصبح أمام عقوبة قد تكون درسًا لغيره.

دمتم بخير،،،