-A +A
فواز الشريف
أساتذة كرة القدم وأباطرتها وصنّاع عبقريتها في العالم يدركون أن أهم وأبلغ مستوى ممكن يصل إليه أي فريق يلعب كرة قدم حقيقية هي لحظة وصوله للاستمتاع بتلك اللحظة الفارقة التي يجد فيها اللاعب نفسه «متسلطن» مع مجموعته.. مع محبوبته في الأداء والعطاء وتوزيع الجهد والتضحية، فتجد لحظتها أن تصدي الفرد للكرة كأنها مباراته بمفرده ومنح رفقائه الشعور بالعمل والرقص والغناء والموسيقى، وهذه اللحظة الغالية والمهمة قد لا يصل إليها اللاعب من تلقاء نفسه، صحيح أنها تنبع من دواخله لكن هناك العديد من العوامل المؤثرة والمساندة التي تقوده إلى هذه الحالة، ومن أهمها الثقة والتحفيز والنظرة العامة نحو قدراته وإمكاناته والامتنان لما يقدمه مهما كانت النتائج أو الأخطاء فهي لعبة تقوم على الأخطاء، كما أن في المقابل هناك عوامل تسهم في تواضع مستوى اللاعب ومنها عدم الثقة والتردد والخوف من صيحات الجمهور والنقد أو التجريح أو تحمل خسارة فريقه بخطأ مؤلم أو غير مقصود.

أمس الأول التقى سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- بنجوم وأجهزة المنتخب السعودي الفنية والإدارية المتجهة للمشاركة المعتادة في مونديال كأس العالم، ووجه -رعاه الله- رسالة مهمة ستكون راسخة في أذهان مجموعة اللاعبين وهم يدركون بأن هذه الشخصية الاستثنائية وقائد مرحلة السعودية العظمى وعرّاب رؤية الوطن يلتقيهم بهذه الروح التي بلغها عباقرة كرة القدم مدركا بأن المتعة تعني الثقة وهي رسالة مهمة لكل أبطال وطني من الرياضيين، حيث ستتناقلها الأجيال على مستوى الفئات السنية حين بلغ بهم لأهم مرحلة يكون فيها لاعب كرة القدم أو أي لاعب في أي رياضة قادرا على العطاء بروح مرحة ونفسية إيجابية وذهنية متفتحة وهي مرحة قدرته وأحقيته بمشاركة فرقته من أجل المتعة وتقديم مجموع مهاراته ومكتسباته الفردية اللياقية العضلية منها والذهنية لصالح حلاوة اللعبة ولصالح حلاوة الفريق، وهي إذا ما تحققت على أرض الملعب ستشكل مجموعة أدائية تسهم في صنع فرقة ولا أجمل منها، خصوصاً ونحن نملك جيلاً من اللاعبين المهرة والمتميزين.


لقد شاركت في تغطية أخبار ومباريات منتخب السعودية في خمسة مونديالات سابقة وكنت قريباً منه جداً في مشوار أمريكا وروسيا، لكن كلمات سمو سيدي ولي العهد -أدامه الله- كانت كلمات فنية أكثر منها إدارية ومثلت دافعا حقيقيا للأداء المثالي حين أزاح -حفظه الله- من على أكتاف نجوم الأخضر ضغوطاً نفسية ثقيلة بلقاء منتخبات قوية وعريقة، وقادهم كما هي عادته وحنكته لمشاركة هذه المنتخبات قمة الأداء بكل أريحية وليس هناك لاعب يمكن أن يستمتع بالأداء ما لم يكن في أتم الجاهزية الفنية والنفسية وهو ما حققته هذه المقابلة، وما صنعه هذا اللقاء.