-A +A
خالد السليمان
بعض المعلقين والمغردين في العالم العربي يتعاملون مع الحرب الأوكرانية الروسية كما لو أنها تجاذبات تشجيع بين النصر والهلال أو الأهلي والزمالك، فالتعصب العاطفي أخذ البعض بعيداً عن النظرة الموضوعية والأخلاقية لحالة الحرب في أوكرانيا !

نحن أمام حالة غزو بلد لبلد آخر، في ميزان قوى غير متكافئ، ورغم ذلك تجد البعض يبني موقفه من هذه الحرب بناء على ميول عاطفية وأفكار أيديولوجية، خاصة من يساندون الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، فهم يبررون لهذا الغزو بنفس المبررات التي كان عرب دكاكين الشعارات يبررون بها الغزو العراقي للكويت والتدخل الإيراني في بعض الدول العربية، والانحياز للكتلة الشرقية في حقبة الحرب الباردة !


مبدئياً وبديهياً، في حالة أي طرف معتدٍ ومحتل، من حق الطرف الآخر أن يدافع عن أرضه ويقاتل لسيادته، ولا يمكن تبرير محاولة هيمنة دولة على قرار دولة أخرى ذات سيادة لمجرد أنها تملك القوة لفرض إرادتها وتغيير الخرائط، ولو سمح بهذا المنطق لتحول العالم إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف، فالغرق في خرائط التاريخ يمكن أن يقود العالم لحروب لا نهاية لها !

مشكلة أوكرانيا أنها ضحية لعدوها وحليفها في نفس الوقت، ومن سوء حظ الشعب الأوكراني أن أرضه تحوّلت إلى ساحة حرب بين الشرق والغرب لا يموت فيها سوى الشعب الأوكراني ولا تدّمر فيها سوى الأرض الأوكرانية !

روسيا التي تغرق يوماً بعد يوم في المستنقع الأوكراني قادها كبرياء أعمى للوقوع في فخ نصبه لها الغرب لاستنزافها وإضعافها، وهو نفس الكبرياء الأعمى الذي يمنعها اليوم من البحث عن المخرج !

القوة النووية لن تنقذ روسيا من ورطة أوكرانيا، واستخدامها سيدّمر أوكرانيا وروسيا والعالم.. وفي النهاية لن تنتصر روسيا، لذلك من المهم أن يعي الساسة أن الحفاظ على أرواح الشعوب أهم من الحفاظ على كبرياء الزعماء !