-A +A
خالد السليمان
تلقيت من مدرسة ابني الثانوية تعميماً يشدد بناء على تعليمات الوزارة على منع الطلاب من إحضار هواتفهم الجوالة، وأن أي هاتف يضبط سيتم احتجازه حتى نهاية العام الدراسي !

الهدف هو منع الطلاب من الانشغال باستخدام هواتفهم أثناء اليوم الدراسي، لكن الحقيقة أن الطلاب يمكن أن ينشغلوا بأشياء كثيرة عندما لا يكون المعلم قادراً على الاستئثار بانتباههم، وفي أيام كنا ننشغل بالرسم والكتابة وبعضنا بالحفر على الطاولة عندما يكون الدرس مملاً أو المعلم عاجزاً عن إيصال مادته التعليمية !


هذا لا يعني أنني أعترض على الطلب، بل على العكس أتفهم وجهة نظر الوزارة والمدرسة، لكن واقعياً أصبح استخدام الهاتف الجوال وتطبيقاته الذكية جزءاً من حياتنا، وفي حالة الطلاب يتواصلون به مع أشقائهم في المراحل الأخرى وأهاليهم لاصطحابهم عند الخروج من المدرسة، وكذلك الدفع في مقصف المدرسة بدلاً من استخدام النقد الذي نفر كثيرون من تداوله مع جائحة كورونا وتفادي أسباب انتقال العدوى !

المطلوب الآن أن تتعامل المدرسة بواقعية مع الأمر، فكثير من الطلاب لن يلتزموا بالمنع، وسيتعلمون كل يوم طرقاً لإخفاء جوالاتهم، بينما لدى معلمي وإداريي المدرسة ما يكفيهم من مشاغل عن التحول إلى مفتشين، ناهيك عن أن وضع عقوبة مصادرة الجوال حتى نهاية العام الدراسي لا تستند إلى أي نص نظامي، وبالتالي ستجد إدارة المدرسة نفسها في تجاذبات مع الطلاب وأولياء أمورهم هي في غنى عنها !

ورأيي أن تعقد المدارس اتفاقيات شرف مع طلابها بأن يقتصر استخدام الجوالات داخل أسوار المدرسة على أوقات الفسح وعند نهاية اليوم الدراسي، وصدقوني أن الطلاب يتأثرون بالتعامل معهم كأشخاص جديرين بالثقة أكثر من تعاميم التهديد والوعيد !