-A +A
منى العتيبي
نعيش اليوم فرحة عارمة بمناسبة وطنية غالية على نفوسنا لبلدنا المعطاء، فاليوم ليس كأي يوم عابر فهو يوم مخلد في تاريخ الذاكرة السعودية قيادةً وشعباً، مناسبة جديرة بالاعتزاز بالجذور الراسخة لهذه الدولة العظيمة والافتخار بتاريخها ورموزها وإرثها وتراثها، حيث يحتم علينا الواجب الوطني أن نستشعر هذه المناسبة بحس وطني كبير بكل ما بذله آباؤنا وأجدادنا المؤسسون من تضحيات يشار إليها بالبنان، وذلك الاستشعار لا ينحصر فقط في إظهار الفرح والسعادة بالتجول في الشوارع بالسيارات وتوشّح اللباس الأخضر ورفع الأعلام وترديد الأهازيج والصيحات؛ بل أيضاً السعي بتحقيق الفائدة لوطننا المتمثلة في تقديم مبادرات ترتقي به وتسيّره ليكون في مصاف الدول المتقدمة، وتكون تلك المبادرات من كل فرد من أفراد شعبه متزامنة مع اليوم الوطني لبلادنا الحبيبة أجمل إهداء له.

وقد تزامنت مع احتفالنا باليوم الوطني لبلادنا مبادرة ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان الإنسانية تجاه الأزمة الروسية - الأوكرانية، وبفضل المساعي المستمرة مع الدول ذات العلاقة، حيث تقدم أميرنا بوساطته بالإفراج عن عشرة أسرى من مواطني المملكة المغربية، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، ومملكة السويد، وجمهورية كرواتيا، حيث يأتي الإفراج عنهم في إطار عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، وقد نجحت مساعيه الإنسانية وقامت الجهات المعنية في المملكة باستلامهم ونقلهم من روسيا إلى المملكة، والعمل على تسهيل إجراءات عودتهم إلى بلدانهم.


وهكذا يقدم ولي العهد نموذجاً إنسانياً في يومنا الوطني لنستذكره وتستذكره الأجيال بعد الأجيال وهذا العمل ليس بغريب على الشخصية الإنسانية السعودية على مستوى قياداتها الرشيدة وشعبها السعودي؛ فقد قدّم حكامنا عبر التاريخ مواقف إنسانية يشهد لها العالم أجمع ولكن الجميل في مبادرة ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان أن هذه المبادرة الإنسانية العالمية تزامنت مع احتفال الشعب السعودي باليوم الوطني؛ ليأتي هذا الحدث نموذجاً مع ذكرى اليوم الوطني وليفتح باباً من ضرورة أن تكون هناك مبادرات وطنية نحتفي بها مع احتفالنا باليوم الوطني ويعرف أبناؤنا من خلالها مكانة بلادهم المملكة العربية السعودية وتتمثل أمامهم بطولاتها ومواقفها الإنسانية والسياسية العظيمة.