-A +A
حمود أبو طالب
من الوفاء والمروءة أن نكتب عن الأشخاص الذين يستحقون، فعندما نكتب عنهم فإننا نُكرس ونُعلي قيمة الاحتفاء والاحتفال بقيم العطاء والبذل المستمر المتميز والحضور البهي في المشهد العام، خصوصاً عندما يكون هؤلاء الأشخاص منزهين من شهوة البحث عن الضوء وقلق السعي وراء الإشادة والتمجيد، يعملون من أجل الإنجاز فقط براحة بال وتصالح عظيم مع النفس.

مؤخراً احتفت وزارة الثقافة ضمن برنامج الجوائز الثقافية الوطنية بالدكتور عبدالعزيز السبيل رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية بمنحه جائزة «شخصية العام الثقافية»، وذلك «تقديراً لمسيرته الأدبية والثقافية الثريّة، ومسؤولياته في الإدارة الثقافية التي تقلد فيها عدداً من المناصب القيادية والأكاديمية خدم من خلالها الثقافة السعودية والمثقفين والأدباء»، كما جاء في الحيثيات التي ذكرتها الوزارة.


أنا أعرف جيداً كما يعرف كل من عمل أو تعامل مع الدكتور السبيل أنه كان وما زال أيقونة فريدة في كل المواقع التي شغلها، يعمل بصمت وإتقان بعيداً عن الضجيج الإعلامي، تعرفت عليه عن كثب إبان عضويتي لمجلس إدارة أحد الأندية الأدبية وعضويتي في لجان كان يرأسها عندما كان وكيلاً لوزارة الإعلام والثقافة للشؤون الثقافية، فكان المسؤول اللائق بتلك المهمة علماً وعملاً، وأما إذا تأملنا أداءه في بقية المواقع التي شغلها، ونتاجه الأكاديمي والبحثي فسوف نجد ثراءً وتميزاً وإبداعاً يؤكد أن اختياره لكل موقع كان صائباً.

لا أريد أن أتحدث عن الجانب الخاص في شخصية الدكتور عبدالعزيز المكتنز بكل الخصال النبيلة لأني متأكد أنه لا يحبذ ذلك وقد يعتب علي، لكني أريد أن أختتم بشكر وزارة الثقافة على هذه اللفتة تجاه شخصية تستحق التكريم بكل المعايير.