-A +A
خالد السليمان
«الحرص» في التعاملات المالية، هو أساس الوقاية من عمليات الاحتيال وتلافي الوقوع في حبائل المحتالين، وإذا كانت البنوك تحفظ بيانات عملائها، فإن تفريط البعض بهذه المعلومات قد يكون في الغالب هو مفتاح نفاذ المحتالين إلى حساباتهم والاستيلاء على أموالهم بطرق ووسائل مختلفة، سواء من خلال عمليات التسويق الوهمية، أو انتحال شخصيات موظفي المؤسسات الحكومية أو البنوك، أو حتى تقمص شخصية محامٍ يمارس الابتزاز باسم القانون، وهنا تقع المسؤولية على الضحية في امتلاك الحذر اللازم والوعي الكافي في كيفية التعامل مع هذه الشخصيات المزورة، ورغم أن البنوك وشركات خدمات الاتصالات والكهرباء والمياه، كذلك المؤسسات الحكومية تنبه دائماً بأن موظفيها عند تواصلهم لا يطلبون الأرقام السرية لحسبات عملائها إلا أن البعض للأسف يقع أحياناً ضحية التفريط ببياناته السرية سواء عند تلقي الاتصالات الاحتيالية التي عادة ما تداعب الضحية بعبارات مريبة من نوع العرض الأخير أو فرصة اليوم الواحد، أو عند استخدام روابط المواقع الوهمية لإتمام علميات الشراء، أو تلقي الرسائل المزورة لدفع رسوم إيصال طرود بريدية، أو الإيهام باسترداد مبالغ مالية!

الحرص واجب في كل الأحوال سواء عند إتمام عمليات مالية لجهات صحيحة أو مجهولة، والمؤمن الفطن يحمي نفسه، خاصة عند الاتصال بالإنترنت، فلا يستخدم نقاط الاتصال بشبكات الإنترنت العامة في الدخول لمواقع البنوك أو استخدام الكلمات والأرقام السرية حتى لا يترك أثراً يمكن اقتناصه، فكثير من عمليات الاحتيال تصطاد ضحاياها بطريقة عشوائية، ويكون عامل نجاحها أو فشلها وعي وحذر المستهدف!


كما أن مشاركة الآخرين رسائل التوعية تسهم في رفع مستوى وعي المجتمع، بالإضافة إلى عدم تجاهل التبليغ عن عمليات الاحتيال مهما صغر حجمها، حيث دشّن البنك المركزي مركز عمليات موحداً لمكافحة الاحتيال المالي، وجميعنا نسهم في تشكيل سياج الأمان!

باختصار.. حرصك هو خط الدفاع الأول ضد هجمات المحتالين الذين لن يتوقفوا عن تنويع أساليبهم وابتكار الوسائل لاختراق حذرك!