-A +A
علي محمد الحازمي
كتبت العديد من الصحف الأمريكية عن الزيارة القادمة لبايدن بين مؤيد ومعارض. البعض يرى أن هذه الزيارة عبارة عن سقوط للشعارات التي كان يرفعها بايدن خلال حملته الانتخابية، وذلك بجعل السعودية دولة «منبوذة»، والبعض الآخر يرى أن الشعارات التي أطلقها بايدن خلال حملته الانتخابية ضد السعودية تعتبر رسائل غير مسؤولة وغير حكيمة تجاه دولة تعد حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط منذ أكثر من ثمانية عقود، لذلك عليه أن يعلم بأن معاملة الحلفاء والدولة البترولية القوية على أنها «منبوذة» سيكون طريقاً دِبْلُومَاسِيّاً مسدوداً.

العلاقات السعودية الأمريكية لا يمكن أن تنهار بين ليلة وضحاها، ومن الطبيعي أن يشوب علاقات الدول بعض الفتور من وقت لآخر، إما لعدم تطابق وجهات النظر في بعض المسائل السياسية والاقتصادية، أو قيام جماعات الضغط «اللوبيات» بممارسة ضغوط من أجل تحقيق أجندة خاصة بها.


زيارة بايدن للمملكة هي اعتراف ضمني بالمصالح الأمريكية السعودية، التي يأمل أن يتمكن البلدان من المضي قدماً في خلق آفاق جديدة تمكن البلدان من التعامل مع بعضهما البعض بكل أمانة وشفافية أملاً في إذابة جليد العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين.

البعض يظن أن الهدف الرئيسي لتحريك طائرة الرئاسة الأمريكية لستة آلاف ميل باتجاه الشرق هو لحث المملكة على ضخ المزيد من النفط حتى يهدأ سُعار الأسعار التي تجاوزت حاجز 120 دولاراً للبرميل في الأسابيع الماضية. من يظن أن المملكة ستوافق على ضخ المزيد من النفط خارج إطار اتفاق أوبك بلس فهو واهم. المكتسبات التي حققتها أوبك بلس منذ عام 2020 لن تتخلى عنها مهما كلف الأمر، إلا بموافقة جميع الأعضاء وعلى رأسهم المملكة وروسيا.

تعددت التكهنات للإجابة على أكثر الأسئلة إلحاحاً في الوقت الراهن وهو: ماذا تريد واشنطن من الرياض ولماذا الرياض تستقبل بايدن؟ باختصار شديد؛ المملكة تريد عودة العلاقات إلى مسارها الحقيقي المبني على التعاون الاستراتيجي المشترك، وأن تثبت الولايات المتحدة الأمريكية أنها شريك يستحق الثقة، أما طلبات واشنطن فستظل معلقة حتى يتضح مستقبلاً مواقفها تجاه قضايا المنطقة ككل.