-A +A
حمود أبوطالب
في توقيت شديد الأهمية يقوم نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان بزيارة رسمية لواشنطن، تتزامن بالصدفة مع الذكرى الثمانين لبدء العلاقات السعودية الأمريكية وبعد فترة وجيزة من تسمية الرئيس بايدن سفيراً جديداً لدى الرياض، وتركيز الإعلام الأمريكي خلال الفترة الأخيرة على أهمية العلاقات بين البلدين وضرورة إعادة الحيوية والتفاهم والتنسيق والتعاون الذي كان يسودها.

لقد حدث خلل غير خافٍ في علاقات البلدين منذ بدء الإدارة الأمريكية الجديدة ودخول الرئيس بايدن وطاقمه إلى البيت الأبيض، حاولت هذه الإدارة الابتعاد بشكل وبآخر عن الحليف العربي الاستراتيجي التأريخي لأمريكا، حدث ذلك كنتيجة لتوجهات وحسابات المتغيرات الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وتركيزها بشكل أكبر على ملفات خارجها، لكن الأحداث والملفات الساخنة والمستجدات الإقليمية والعالمية برهنت على أن المملكة رقم سياسي واقتصادي يصعب تحجيم دوره وتهميش حضوره والتقليل من تأثيره، رقم لا بد من وجوده في أي معادلة قائمة داخل المنطقة وخارجها، وربما تكون أزمة الحرب الروسية الأوكرانية وتبعاتها من هواجس الخلل في إمدادات الطاقة أحدث دليل على الدور المحوري العالمي الذي تلعبه المملكة، والذي يجعلها بالضرورة حاضرةً في قلب الحدث والقرار.


لقد حدثت أزمات في علاقات البلدين عبر تأريخها لكنها كانت عابرة لا تدوم طويلاً لأن كل طرف يستشعر في النهاية أهمية الطرف الآخر له، وخلال الفترة الأخيرة لم تتأثر المملكة بالاستفزاز الإعلامي لبعض الوسائل الأمريكية الذي كان يهدف الى مزيد من التوتر، فقد كانت التصريحات الرسمية السعودية إيجابية دائماً، تؤكد على أن التفاهم والتنسيق مستمر لتوثيق العلاقات وإعادتها الى مسارها التأريخي النابض بالحيوية، وهكذا نجحت المملكة بعقلانية سياستها وبعد نظرها واتزانها في إعادة فتح بوابات التفاهم والتنسيق مع واشنطن، وهو ما نرجوه أن يستمر مستنداً على الاحترام المتبادل وتقدير المصالح السيادية وبعيداً عن الوصاية والإملاءات.