-A +A
علي محمد الحازمي
كل التقارير الدولية الصادرة مثلاً من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) تؤكد ارتفاع معدلات الفقر في العالم العربي. لعبت الصراعات الجيوسياسية دوراً كبيراً في تعميق فجوة الفقر خلال العقدين الماضيين. الأرقام الصادمة لمعدلات الفقر والتي ناهزت فقط في 13 دولة عربية مستويات 120 مليون شخص أي ما يمثل تقريباً 45 % من إجمالي سكان تلك الدول وهذه النسبة آخذة في الاتساع وخاصة إذا استمرت تلك الصراعات بكافة أشكالها تسيطر على المنطقة بأسرها. أحياناً لا تشعر بعمق هذه المأساة من خلال تلك التقارير لأنها تظل حبراً على ورق.

واحد من البرامج التي ترجم لنا تلك التقارير بشكل مباشر على أرض الواقع هو برنامج «قلبي اطمأن» الذي يقدمه الجميل النبيل «غيث». لا أتذكر منذ خمس سنوات أني قد فوّت حلقة واحدة من هذا البرنامج وربما يكاد يكون هو البرنامج الوحيد الذي أنتظره من رمضان إلى رمضان وأحرص على مشاهدته. استطاع هذا البرنامج أن يدخل إلى أضيق الأماكن التي يتواجد بها الفقراء، أتذكر في أحد المواسم زار فقراء يعيشون في مجاري الصرف الصحي. ما يميز هذا البرنامج أنه حيّد كل ما له علاقة بالدين والعرق والطائفة والانتماء السياسي، وكانت النزعة الإنسانية التي تضع الإنسان والقيم الإنسانية فوق كل شيء هي العنوان العريض لهذا البرنامج.


الجميل في هذا البرنامج اختلاط دموع حزننا على حال هؤلاء الفقراء والتي تحس بصدق معاناتهم وحكايتهم، بدموع فرحنا بسعادتهم بتفريج كربهم. كيف نقلل معدلات الفقر في عالمنا العربي؟ وما زال هذا السؤال يبحث عن إجابة ولم يبارح مكانه! منذ أن وُقِّعَ الميثاق العالمي لمكافحة الفقر من قِبل 189 دولة عضو في الأمم المتحدة في العام 2000 لتحقيق الكثير من الأهداف المعنية بمعالجة مشاكل الفقر العالمية بحلول العام 2015.