-A +A
منى العتيبي
يشهد شهر رمضان حضورا فنيا وثقافيا على مستوى البرامج والأعمال الفنية من المسلسلات تحديداً على التلفاز والإذاعة وتطبيقات الهواتف الذكية وغيرها، وغالباً يعمل أصحابها بدءاً من كتّاب النصوص حتى المنتجين طوال أيام السنة على هذه الأعمال ويحدث تنافس في تقديم ما يعتقدون بأنه الأكثر استقطابا للجماهير.

ومن الملحوظ بأن هذه الأعمال تأتي وفي كل سنة قريبة من بعضها في الفكرة وفي السيناريو وأيضاً في الأشخاص الذين يقدمونها، ولا أرى في ذلك عيبا خصوصا أنني أتفق مع ماقاله الجاحظ: «إن المعاني مطروحة في الطريق، يعرفها العجمي والعربي، البدوي والقروي»، ولكن الذي سيحدث الفرق بين هذه الأعمال هو الإبداع، ولا نراهم في هذه الأعمال المكرورة وإن اجتهد أصحابها اجتهدوا فقط في تمرير الديكور الجديد!


والبرامج الرمضانية تأتي على شقين؛ الشق الأول هو الأعمال الفنية من المسلسلات الدرامية والكوميدية التي أراها حتى اللحظة كما ذكرت سابقا بأنها تعاني من القصور الفني في كتابة السيناريو فالمشاهد يستطيع من المشهد الأول أن يتنبأ النهاية فاقدا للمتعة الفنية، وأيضا هذه الأعمال تقوم على الحوار الضعيف الذي يضعف العمل ويجعله بلا هدف ولا يعلم المشاهد معه ما هي الرسالة المقدمة في العمل غير الصراخ.. والحوار هو أهم أعمدة السيناريو الجيد للعمل كما أنه المحور الأساسي الذي يعتمد عليه العمل في النجاح أو الفشل.

ومن جهة أخرى نرى أن هذه المسلسلات تدور في فلك القضايا نفسها.. قضايا جيل الطيبين ورجال زمن الطيبين وأبطال زمن الطيبين متجاهلة قضايا الجيل وهمومه ومشكلاته وحياته القادمة.. فهي بعيدة كل البعد عن معالجة قضايا الشباب وبعيدة أيضا عن استقطاب الكوادر الشبابية الفنية؛ فما الهدف من تسخير إمكانيات مادية ضخمة من أجل لقطة تقليد لرقصة فنانة قد توفت؟!

أما الشق الثاني وهو البرامج الحوارية التي تستحضر الشخصيات نفسها والسيناريو الحواري نفسه مع الشخصية المستضافة التي تقدم المحتوى نفسه!

أخيراً.. للأعمال الفنية والثقافية.. اخرجوا من جلباب التكرار والسر في السيناريو.