-A +A
أسامة يماني
فولوديمير أوليكساندروفيتش زيلينسكي ممثل كوميدي وكاتب سيناريو ومذيع ومنتج أفلام ومنتج تلفزيوني، ومقلد شخصيات، وترفيهي. يبلغ من العمر 41 عاماً اختير في عام 2019م ليصبح رئيساً لدولة أوكرانيا.

إن اختيار زيلينسكي يدل على مدى البراعة والاقتدار في العمل الذي قامت به الاستخبارات الغربية. حيث أتت ‏برجل تتوفر فيه كل العناصر الواجب توفرها لهذه المرحلة. لقد تم إعداده لمهمته التي تتطلب القدرة على اللعب بعواطف الجمهور وتحريكها. وخير مَنْ يقوم بذلك ممثل وفنان يستطيع أن يؤدي الدور الذي ترسمه له الاستخبارات الغربية لخوض حرب ضد العدو التقليدي للغرب روسيا التي ورثت ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي استعداداً للحرب الاقتصادية القادمة مع التنين الصيني.


الغرب يقول ما لا يفعل إذا تعلق الأمر بما يعتبرونه من الأمن، وكذلك بهدف السيطرة ونهب الموارد والقضاء على من يعتبرهم أعداء وإضعافهم وفتح أسواق لمنتجاتهم ويد عاملة رخيصة يستفاد منها. لهذا قاموا بانقلاب على الرئيس الأوكراني المنتخب فيكتور يانوكوفيتش في 2014 عبر السفارة الأمريكية وبإشراف إدارة الرئيس الأمريكي أوباما ومن خلال عملائها الأوكرانيين وعبر عمليات مخابرات ودعاية غربية مضللة، واستخدموا البرلمان الأوكراني الذي سيطروا عليه من خلال عملائهم لقطع كل الصلات مع روسيا من حيث اللغة والثقافة والآداب والتاريخ، رغم وجود 40 - 50% من سكان شرق أوكرانيا من أصول روسية ووجود 70 - 80% من الروس في شبه جزيرة القرم.

لقد ترعرع زيلينسكي رئيس الجمهورية تحت أعين رجال الاستخبارات الغربيةـ وتم تأهيله للقيام بالدور الذي تحتاجه المرحلة. لكن الدب الروسي لم يمكنهم من ابتلاع أوكرانيا وخيراتها وغازها الذي كان الأمريكان يعولون عليه ليكون بديلاً للغاز الروسي. فشلت الخطة وما زال الممثل يقوم بدوره ويدعو إلى محاسبة روسيا على «جرائم الحرب»، ويحذر: إذا سقطت أوكرانيا ستستهدف روسيا دول البلطيق وأوروبا الشرقية، ويتباكى قائلاً: لا أجيد إطلاق النار وأرغب بالسلام، ويناقض نفسه: أنتظر الغرب يستجيب لمطالبنا بالحصول على طائرات مقاتلة.

إن العقوبات الاقتصادية سوف تؤثر في الغرب بالقدر الذي تؤثر على روسيا، وكما قال وزير الاقتصاد الألماني: العقوبات على روسيا تؤثر على اقتصاد ألمانيا، وقد صرح رئيس وكالة الفضاء الروسية «دميتري روغوزين»:

‏روسيا أوقفت تسليم محركات الصواريخ إلى ألمانيا، وعلى الألمان «الطيران الآن بواسطة مكانسهم».

لقد طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التدخل في المفاوضات وعدم تركه وحيداً فهو يعتمد كلياً على الغرب؛ لهذا عندما تدخل الرئيس ماكرون وقال لبوتين في اتصال هاتفي إن شروط التفاوض مع روسيا «غير مقبولة» كان رد الرئيس الروسي:‏ «الشروط التي لا تقبلها أوكرانيا عبر الدبلوماسية سأفرضها عبر العمليات العسكرية».

لقد اختاروه ممثلاً ليقوم بدوره المرسوم له؛ لأنهم لا يريدون قائداً يقدر المخاطر ويبحث عن مصالح بلاده ويقدمها على كل شيء. اختاروه ممثلاً ليلتزم بالدور الذي رسم له وبالنص الذي كتب له. لقد دفع الشعب الأوكراني وحده فاتورة الثمن ولم ينفعه المثل لدور خادم الشعب، فخادم الشعب الذي يحرص على مصالح شعبه وليس على خدمة وتنفيذ الأجندات الخارجية.