-A +A
سلطان الزايدي
كل القضايا الرياضية المرتبطة بكرة القدم في المسابقات السعودية تكاد تكون متشابهة في كل موسم، ومع ذلك نجد في تفاصيل تطبيقها تباينًا كبيرًا، فبعض القضايا ينتهي في وقت قصير، وبعضها تأخذ وقتًا طويلًا حتى يصدر فيها قرار فني أو انضباطي، ورغم التشابه الكبير بينهم، لا يمكن أن يتخيل متابع رياضي أن يبقى لاعبًا وَقَع في مخالفة صريحة لنظام الاحتراف، وما زال يلعب ويتواجد مع فريقه دون أن يصدر في حقه أي عقوبة، هذا أمر يخالف كل القوانين المرتبطة بكرة القدم وتشريعاتها.

السؤال المهم كيف للجنة الاحتراف أن تقبل بأن يحدث هذا التجاوز على أنظمتها، وكيف للاتحاد السعودي لكرة القدم أن يلتزم الصمت حيال هذا الموضوع؟


هذا الأمر مرتبط بتوقيع لاعب لناديين في وقت واحد، دون أن يصدر من جهة الاختصاص أي ردة فعل، فالمتابع الرياضي لا يعنيه متابعة الأمر ورصد كل تفاصيله وأخذ الوقت الطويل، رغم وضوح التجاوز باعتراف اللاعب نفسه، كل ما يهمه هو الانتصار للأنظمة والقوانين، ويرفض أي تأجيل لهذا الأمر مهما كانت الاعتبارات!

حتى تاريخ كتابة هذا المقال لم يصدر أي قرار في هذا الشأن، ولولا العقوبة التي نالها اللاعب في مباراة خارجية، ربما تجده ضمن الفريق كلاعب أساسي في الجولة الـ21، هذه المخالفة أخذت وقتًا طويلًا، ولا أحد يعلم ما سر هذا التصرف من اللجنة المعنية بالبحث والتقصي لإصدار القرار.

إن بعض القضايا واضحة، ولا تحتاج إلا إلى تطبيق نص القانون، والصمت حيالها لا يمكن قبوله، ولا يمكن أن تجد من يحسن النية في دوافع الصمت، ولن تتحقق المساواة والعدل طالما أن القوانين تطبق على أندية وتتوقف عن أندية أخرى.

نحن في رياضتنا دائمًا ما ننشد التقدم والتطور والمضي بها إلى الأمام، ولن يحدث هذا ونحن نتعمد تجاوز القوانين أمام اعتبارات مجهولة أو حتى واضحة، ولن يكون المنتخب السعودي في أفضل حالاته ونحن نضعه عذرًا لتجاوز الأنظمة، ولن تكون الأندية السعودية المشاركة خارجيًّا في أفضل حالاتها، ونحن نتعمد خرق الأنظمة والقوانين من أجل تحقيق نتائج وقتية؛ لذلك فإن احترام القوانين أمر مهم يساعد على ضبط العمل من كل جوانبه، وأن تبقى الأخطاء في نطاق ضيق، وتتم معالجتها في أسرع وقت.

إن التأخر في النظر في قضايا جديدة غير مسبوقة أو قضايا سابقة بتفاصيل جديدة، ربما يكون مقبولًا إلى حدٍ ما ونلتمس لهم العذر في ذلك؛ حتى يكون القرار متماشيًا مع بعض التعديلات الجديدة المرتبطة بالقضية، لكن أن نبقى في ذات الدائرة، وفي كل مرة يكون التعامل وفق مصالح معينة مرتبطة بأندية لديها نفوذ بسبب قوتها الإعلامية والجماهيرية، لن تتحقق المصلحة العامة التي من أهم عناصرها الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأندية.

دمتم بخير،،،