-A +A
منى العتيبي
تحتفي بلادنا المملكة العربية السعودية هذه الأيام بذكرى ثلاثة قرون من تأسيس الدولة السعودية في يوم «التأسيس» الذي يوافق 22 فبراير. وشاهدنا خلال الانطلاقة مشاهد تستحضر تاريخ التأسيس، وقد ركز أكثرها على الزي السعودي في تلك الحقبة التاريخية، كما شملت تأثيث الأمكنة وتزيينيها بالتراث. وظهرت مع مشاهد الزي الهويات السعودية من الشمال حتى الجنوب ومن الشرق حتى الغرب، وبرز التنوع الثقافي والموروث الشعبي الذي يميز بلادنا ويؤكد قوتها، فأبسط مُشاهد يمكنه التعجب من انسجام هذه الثقافات والتقاليد المتنوعة وتلاحمها في صورة واحدة وهوية وطنية واحدة هي «السعودية».

وبلا شك الاحتفاء بيوم التأسيس مناسبة نحتاجها للأجيال وأجيال الأجيال؛ كي نخط بها طريق العودة بهم إلى الأصالة وتاريخ الأجداد كلما أخذتهم الحياة في قطار تطويرها السريع، فمن خلال هذه المناسبات تتعرف الأجيال على هوية موروثها الاجتماعي والثقافي، ويستمر بناء الحضارة السعودية العريقة، كما أن هذه المناسبة تستلهم فيها الأجيال قصص النجاح والكفاح والمكابدة والصبر والتحديات التي نقلت هذه الصحراء الخالية إلى حدائق التطور العمراني.


ولا أخفيكم كم أتمنى أن يركز الاحتفاء بهذه المناسبة في العام القادم على تأصيل القيم التي ارتكزت وقامت عليها الدولة السعودية أثناء تأسيسها وأهمها الحس بالمسؤولية، هذه القيمة الجوهرية التي صنعت من الشخصيات السعودية ليومنا هذا شخصيات وطنية مؤثرة نجدها تمثل الوطن على صفحات التاريخ والحاضر ويعتز بها الوطن ويفاخر ويضاهي بها العالم والأمم، كما نجدها تتقدم الصفوف الأولى في الدفاع عن الوطن بالقلم والفكر والسلاح والعمل الجاد أينما كانت وكيفما كانت. شخصيات أصيلة تشعر بالمسؤولية نحو الوطن وتسخر وقتها وروحها وجهدها لبناء الوطن. وهذه الشخصيات أينما قابلتها تجدها مسؤولة عما تفعل، فهي تشعر بواجبها نحو الوطن في كل مكان وتستشعر أمانته وتدرك جيدًا أن الوعي بالمسؤولية تجاه الوطن هو سلاح المواطن للحفاظ على مكتسباته و أمنه واستقراره.

أرى من المهم جدًّا تقديم ‏قراءة للقيم الإنسانية والاجتماعية للشخصية السعودية في مرحلة تأسيس بلادنا وإنتاج الأعمال الأدبية والفنية والدراسات الاجتماعية التربوية والثقافية منها؛ لأن مرحلة التأسيس مرحلة تأسست بشكل راسخ، ساهم في تطورها وتقدمها وصناعة مجدها المتفرد بها.. هذه القراءة حتمًا ستخدم استدامة الهوية الثقافية السعودية.