-A +A
ريهام زامكه
أكتب لكم ذات صباح باكر، مشرق، نمت ليلتها نومة (أهل الكهف) واستيقظت بكامل لياقتي ونشاطي.

والآن حضرتي أحتسي قهوتي على مكتبي العزيز وتستطيعون أن تقولون لي (صح النوم) أو تُغنوها لي، كما غناها «بلبل الخليج» وقال:


(صباح الخير يا مدلل)، وللاحتياط سوف أرد عليه وعليكم مقدماً وأقول لكم صباح النور والسرور والبنور، (مدري وش البنور)، بس ما علينا.

والآن أرجوكم دعونا نعود لصُلب الموضوع، أي موضوع؟! صحيح ما في أي موضوع! لكن صار ولا بد نفتح معكم أي سالفة، حتى ولو كانت طريقتي اليوم فيها نوع من أنواع (المجاغة)، لأن هذا هو المطلوب.

اسمحوا لي في البداية أشرح لكم معنى كلمة (مجاغة)، وهي كلمة يستخدمها الجّداويون وتعني (الميوعة) في كلام الشاب أو الفتاة، وتصنّع الدلع الزائد عن حده وغير اللائق.

مثلاً عندما تتكلم البنت و(تميّع) صوتها بزيادة وتتكلم بدلع متصنّع طوال الوقت يقولون عنها (مجغة).

وفي بعض الأحيان تأتي (اللكاعة) مُصاحبة (للمجاغة) بمعنى يستظرف الشخص ويتدلع لكن بثقالة دم، وعند حديثه مع الآخرين (يُمط) في الكلمات بطريقة مُقرفه!

وبالطبع جرت العادة على أن الدلع مفصل ولايق على البنات، لأن الأنوثة والدلال والغنج هي الخيط الفاصل ما بين الذكر والأنثى.

لكن بصراحة أنا (طاقة شبدي) أو كبدي من «بعض البنات»، لأنهن يبالغن بالدلع بحركات مصطنعة، اعتقاداً منهن أن هذه الطريقة (Cute) وتُعجب الرجّال!

وفي الحقيقة هذه الطريقة في الحديث مُقرفة، وغير مُحببة، ولا أعلم كيف يتحمل الرجال «بعض» هذه العينات من البنات ولهم الجنّة على صبرهم والله!

فتلقى الواحدة منهن (تتمجغ) في حديثها وصوتها ومشيتها بطريقة واضح إنها مفتعلة ومصطنعة تجيب الهم والغم!

وفي الواقع هي أبعد ما يكون عن هذه الشخصية التي تحاول أن تظهرها أمام زوجها أو حبيبها أو الناس.

مثل إنسانة أعرفها عز المعرفة، صوتها الحقيقي والله إنه من (أنكر الأصوات)، لكن من يتصل عليها خطيبها سبحان الله تتغير نبرة صوتها إلى 360 درجة لدرجة تبهرنا والله!

صحيح الدلع حلو، ولا شيء أجمل من أن تكون الفتاة رقيقة في كلامها وتعاملها مع الناس، لكن المبالغة في تصنع الدلع نسميه عندنا في الحجاز (مجاغة)، وهي بالعادة تكون ماصخة ومالها طعم.

لذا يا عزيزتي الأنثى؛ لا تحاولي تخفي (جعفر) اللي بداخلك و(تتميعي) في كلامك بطريقة (مجغة) ومقرفة تجعل النفس تلعّي!

ادلعي عليه ودلعيه، وكوني رقيقة معه لكن بطريقة حقيقية وجميلة وغير مصطنعة.

لأنك إذا بالغتِ صدقيني حيقرف منك، لأن الرجّال يفهمون وعندهم قدرة هائلة على التفريق ما بين الدلوعة والغثيثة المتصنعة للدلع! فلا تكوني سبباً مثيراً (للغثيان)، دخيلّك.

وعلى كل حال، أتمنى تكون الرسالة وصلت.

أما عني، فوصلتني الآن رسالة من فنان كبير مكتوب فيها: (أدلع يا كايدهم)، لكن أرجوكم لا أحد يسألني ويحرجني ويقولي من مين؟! بس عاد (بلا مجاغة)!