-A +A
علي محمد الحازمي
تتجاوز أهمية التثقيف الاقتصادي للمجتمع الهدف المتمثل في تحسين فهم المبادئ الأساسية للعرض والطلب وأساليب عمل الاقتصاد ككل. علم الاقتصاد هو دراسة كيفية اتخاذ الناس لخيارات سليمة. فمن خلال معرفة كيفية عمل الأسواق، يتعلم الناس كيفية اتخاذ خيارات فعّالة في إدارة مواردهم النادرة، مثل الوقت والمال، لذا يجب تثقيف المجتمع من ناحية عملية اتخاذ القرارات والخيارات الاقتصادية التي يمكنهم تطبيقها على جميع جوانب حياتهم. تفيد العديد من الدراسات أن خلق مجتمع مثقف اقتصادياً يساهم في النمو والنهضة الاقتصادية، لأنه يعد بمثابة رادار ليكون لدى الدولة تصوّر كبير عن السياسات التي يجب أن تُدعم وما هي السياسات التي يجب معالجتها وتصحيحها أو التراجع عنها.

حركة اقتصادية ديناميكية كبيرة تمر بها المملكة يومياً منذ أن انطلقت رؤية 2030، خلقت الكثير من التساؤلات الاقتصادية لدى المجتمع. فمثلاً، كيف ستنعكس رؤية المملكة على الحياة المعيشية؟ متى سنبدأ نرى انعكاسات هذه التحولات الاقتصادية على رفاهية المجتمع؟ ماذا يجب علينا كمجتمع أن نعمل لنجاح هذه التحولات الاقتصادية؟ كم سنحتاج من الوقت لبناء اقتصاد قوي لا يتأثر بتذبذبات أسعار النفط؟


كل تلك الأسئلة في الأعلى حاضرة في كل مناسبة كانت عائلية أو مجتمعية. مسؤولية كبيرة تقع على عاتق وسائل الإعلام الرسمية ومن ضمنها خلق بيئة تثقيفية مجتمعية قادرة على التواكب مع التحولات الاقتصادية التي نعيشها اليوم وغداً، لأن هذه التحولات الاقتصادية حتماً سيكون لها تأثير على المجتمع ككل.

لعلي أختم هذا المقال بإشادة ببرنامجين على القناة الإخبارية السعودية لهما دور كبير في الجانب التثقيفي المجتمعي. هذان البرنامجان يتمتعان بمصداقية وقيمة معلوماتية كبيرة، إضافة لاستخدامهما وسائل المونتاج الحديثة التي تساعد في توصيل المعلومة بشكل سلسل وسهل للمتخصصين وغير المتخصصين. برنامج «ورقة رابحة» برنامج اقتصادي استقصائي يبحث عن الاستثمارات المتعثرة وبيان مكامن الخلل وطرق إصلاح هذا الخلل أو تلك الاستثمارات الغائبة عن الاقتصاد في محاولة للفت انتباه المستثمرين في الداخل والخارج لها، يقود دفة هذا البرنامج د. نايف العلياني. أما على الجانب الآخر فيبرز لنا برنامج متفرد ليس له مثيل سابقاً ربما سقط سهواً من وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون في وقت مضى. على الرغم من أننا بلد بترولي، إلا أن الجهات المعنية لم تستوعب أهمية وجود برنامج معني بالطاقة إلا في وقت متأخر، ولكن تدارك هذا الأمر في ظل التحولات الاقتصادية الراهنة يحسب لوزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون. «برنامج الغوار» الذي يساهم في تبسيط المفاهيم النفطية ويستعرض تاريخ المملكة البترولي بابتكار وريادة أ. محمد سعد.