-A +A
عبدالعزيز النهدي
ديون الأهلي لم تكن مفاجئة، ولم تكن حتى سراً يذاع، لكن المفاجأة الحقيقية هي أن الذين تسببوا بذاك الجبل من الديون، وهم أشخاص وإدارات، ما زالوا حتى الساعة دون حساب أو مساءلة.

كانت الفوضى في الأهلي كبيرة جداً، أكبر مما يتخيلها أحد، وكان الشعور باللامبالاة واللامسؤولية والانتصار للأنفس ولمصالحها على حساب الأهلي الكيان، هو العنوان الأبرز في الأعوام القريبة التي مضت.


وكان لزاماً على الرئيس «القادر» ماجد النفيعي أن يبدأ حقبته وولايته بمحاربة تلك المشاعر السلبية التي حولت النادي إلى بيئة طاردة تقدِّم مصالح الأشخاص على مصالح الكيان، بيئة ترفض النجاح، وتبحث عن الفشل بالشموع.

نعم الديون ليست كارثة في الرياضة، خصوصا في الفترة الماضية، إذ انخفضت مداخيل الأندية في العالم كله، وظلت مصروفاتها كما هي، لكن ديون الأهلي لم تكن نتاج انخفاض مداخيل وإيرادات، بل نتاج عبث حقيقي وفشل إداري وتحريض من أشخاص يلعبون مع الأهلي «بالبيضة والحجر».

سينجح الرئيس النفيعي عاجلاً أو آجلاً في وضع حلول لهذه الديون، فما أظهره جدول بيان الالتزامات الحالي مقارنة بالفترة السابقة، نجاح الإدارة في تخفيض كومة الديون بمقدار الثلث تقريبا، إما بالجدولة أو السداد، ولكن عملاً تاريخياً ينتظر النفيعي أيضاً خلال الفترة المقبلة، أن يطالب بمحاسبة ومساءلة كل من تسببوا في الديون العبثية الماضية، حفظاً لقيمة الأهلي وتعظيماً لمكانته، وتأسيساً لمرحلة تاريخية تصحيحية يعود فيها الكيان بقرار ورغبة وإصرار من رئيسه وقائده أولاً، إلى جادة الاستقرار، والعمل الرياضي الاحترافي المنظم الذي يرشد إلى الأمجاد والبطولات.