-A +A
سلطان الزايدي
دائما ما يصاحب اقتراب انتهاء عقود نجوم كرة القدم ضجة وأخبار متناقلة من هنا وهناك، مع قلق وتوتر من جميع الأطراف المشتركة في هذا الأمر، فالنجم عادة مطلوب في كل مكان، ولا أحد يملك أن يمنع حدوث هذه الخطوة في مسيرة أي نجم؛ لأن الأمر مرتبط بمستقبله، وهذا المستقبل مرتبط بالقيمة المالية لعقد هذا النجم، بسبب القدرات الفنية التي يملكها، وفي نهاية الأمر أي نجم يبحث عن مصلحته، ومصلحته تكمن في العرض الأفضل الذي يتناسب مع حجم موهبته وقدرته على أداء واجباته كلاعب كرة قدم مفيد للمجموعة ومؤثر، هذه العوامل ستساعد على تأمين مستقبله من خلال البحث عن العرض الأعلى، والمكان الأنسب للنهوض بموهبته بشكل أفضل، لذا ليس من العدل أن نقسو على النجوم حين ينتقلون من أنديتهم لأندية أخرى، مهما كان حجم الارتباط بينهم، فالمصلحة الخاصة في مثل هذه الأمور تكون عنوان كل الخطوات المراد الوصول إليها من اتفاقيات تخصّ مرحلة الانتقال أو البقاء مع أنديتهم.

إن الشاب الموهوب والنجم القادم بقوة سعود عبدالحميد المنتقل حديثا إلى صفوف الهلال، حسم أمر انتقاله وفق المعطيات الذهنية التي كانت مقنعة بالنسبة له ولمستقبله، وذهب مع الخيار الذي يخدم مستقبله كما يعتقد، ويرى أنه هو الأنسب له، قد تكون إدارة الاتحاد صادقة في كل حديثها عن تفاصيل محاولة تجديد عقد سعود عبدالحميد، لكن ربما يكون الخلل في التوقيت، إذ من الأفضل أن يكون الحديث عن التجديد في وقت مبكر قبل نهاية عقده بسنة على أقل تقدير، حتى تستطيع إدارة الاتحاد أن تستفيد من فرصة تسويق عقده، والحصول على مبلغ مالي من الصفقة نظير انتقاله لنادٍ آخر، ويكون هذا المبلغ من ضمن إيرادات النادي، كما تفعل الكثير من الأندية في دورينا، وأخص بالذكر في هذا الجانب ناديي الفتح والفيصلي، اللذين يجيدان هذا النوع من الاستثمار، ففي كل العالم يكون بيع عقود اللاعبين من ضمن عناصر الدخل المهمة لأي نادٍ.


فاستفادة النجوم من الانتقالات لا تقل بأي حال من الأحول عن استفادة الأندية، فالنجم الذي يستطيع أن يضع له بصمة من خلال عطائه وتأثيره داخل الملعب بالتأكيد سيكون الرابح الأكبر، وقد تكون ربحية هذا النجم تشمل كلا الطرفين، اللاعب والنادي الذي يملك عقده؛ لذلك هذه المسألة تحتاج إداريين استثماريين يضعون المعايير المناسبة، التي تجعلهم يستفيدون الاستفادة القصوى من مثل هذا الجانب الاستثماري، وهذا النوع من الإداريين لا نكاد نشاهده بالصورة المطلوبة في أنديتنا باستثناء نادٍ أو ناديين على الأكثر؛ لأننا نلاحظ انتقال نجوم كثيرة دون أن تستفيد أنديتهم الاستفادة المادية الجيدة من هذا الانتقال.

اليوم الهلاليون يفتحون ملف نجمهم الأبرز سالم الدوسري، وإن صحّت الأنباء فإن عقد سالم الدوسري سيكون الأغلى في تاريخ احتراف اللاعب السعودي، وهو دون أدنى شك يستحق ذلك، وسيتعامل الهلاليون مع هذا الملف كما ينبغي، حتى وإن كان العقد باهظ الثمن، لكنهم يدركون أن هناك مَن سيقدم للاعب مثل هذا العرض ولن يرفضه.

لذلك إن أكثر المستفيدين من بيع عقود النجوم هي الأندية الأقل في الإمكانات المالية، فهي تعير هذا الجانب اهتمامًا كبيرًا، وذلك من خلال اكتشاف المواهب ومنحهم الفرصة للمشاركة بعيدًا عن الضغوطات والمطالبات بتحقيق الإنجازات؛ لذا فقد أصبحت كرة القدم أكثر أهمية للمحترفين بكل تفاصيلها الفنية والاستثمارية والإدارية.

دمتم بخير،،،