-A +A
حمود أبو طالب
حين نمد يد العون والمساعدة لبعض الدول العربية في الضراء والسراء على السواء، فذلك من منطلق واجبات الأخوة والأواصر المشتركة والشعور بالمسؤولية الأخلاقية وضرورة ترسيخ مبدأ التعاون، فإن جاء التقدير فأهلاً به ويُشكر الذين يعبرون عنه، ولكن المؤسف هو الجحود والنكران، والأسوأ منه حرمان الشعوب من مساعدات أشقائها، وذهابها إلى غير مستحقيها من مسؤولي شبكات النهب والمصادرة.

قبل يومين استمعت إلى جزء من خطاب للرئيس عبدالفتاح السيسي، ذكر فيه بوفاء شديد وامتنان كبير وشكر عميق الدعم الذي تلقته مصر بعد الأزمة الكبرى التي تعرضت لها خلال سنة الإخوان المشؤومة، عندما انتشلها الشعب المصري مدعوماً بجيشه الوطني العظيم من براثن مستقبل مشؤوم. خرجت مصر آنذاك منهكة ومحاصرة من لئام الغرب الذين صدمهم فشل المخطط الجهنمي، فأرادوا عقاب مصر على ذلك، لكن الدول المحبة لمصر والوفية معها وقفت وقفة الأشقاء النبلاء، لقد ذكر الرئيس السيسي ما قدمته المملكة والإمارات والكويت من دعم كبير لمصر، وقال ما معناه إن مصر والمصريين لا ينسون ولا يتنكرون للذين وقفوا معهم.


هذه هي شيم الكبار وأخلاق الفرسان، الذين لا ينسون المعروف ولا يتنكرون للمواقف النبيلة، ومصر دائماً كذلك، وفي المقابل هناك دول تلقت دعماً لا محدوداً خلال زمن طويل، لكن مسؤوليها اليوم أصبحوا يتحدثون عنا بفاحش القول الذي ينم عن سوء الطوية ورديء الخلق، وبينما شعوبهم متعبة بسببهم فإنهم يعيشون حياة البذخ والبطر حد السفه.

يظل الأصيل أصيلاً، واللئيم لئيماً، ومصر أصيلة ووفية دائما، ليت الآخرين يتعلمون منها.