-A +A
سلطان الزايدي
يعتقد كثيرٌ من جمهور النصر أن فريقهم لا يهزم أو لا يجب أن يخسر، وهذا أمرٌ مزعجٌ للطرفين، للفريق النصراوي كمنظومة وللجمهور، فليس من المقبول أن يكون هناك من يفكر في هذا الشيء ولو مجرد تفكير، فثقافة كرة القدم مرتبطة بالفوز والخسارة والتعادل، ولا يمكن أن يعيش المشجع وهمًا مختلفًا غير الحقيقة المفروضة على أرض الواقع، وهي أن الفرق الكبيرة مهما بلغت من قوة فهي معرضة للخسارة، وربما تكون خسارةً كبيرةً وغير متوقعة من فريق أقل وأضعف في الإمكانيات.

وهنا يجب أن تكون هذه الحقيقة ضمن إطار الحالة النفسية لكل مشجع، فالطموح جميل والتفكير في الانتصار أمر مستحسن وواجب التنفيذ داخل الملعب، لكن عندما لا يحدث فهذا ليس أمرًا جللًا يتوقف عنده كل شيء، ففي النصر نجوم كبار على الصعيدين المحلي والأجنبي، وقد أنفقت ملايين الريالات من أجل تجهيز فريق بهذا الحجم والقوة، وليس من العدل أن تنسف كل هذه الجهود بمجرد خسارة أو خسارتين، أو حتى أكثر، فالمهم أن يكون هناك فريقٌ قويٌّ منظمٌ على كافة الأصعدة، فحين يختل ميزان العمل في أي فريق ويفتقد لبعض عناصر العمل المهمة، حينها يكون النقد موضوعيًّا، والعمل على توجيه الأنظار له سواء من الجمهور أو من الإعلام حتى يتسنى للقائمين على الفريق تلافي الأخطاء والعمل على إصلاحها، ولعل الحالة النصراوية بعد خسارة الفريق في الجولة الخامسة من الاتحاد خير دليل على وضوح هذا الأمر! إذ إن الجمهور النصراوي رغم غضبه الشديد على النتيجة قد اتفق على أن الخلل يكمن في وجود المدرب البرازيلي «مانو مينيزس»، وهذا الاتفاق يعطي مؤشرًا جيدًا على أن العمل الفني كثقافة لم يعد بذات الغموض، فالمشجع أصبح يتابع ويعلم جيدًا ما يحدث من عمل فني داخل الملعب.


ففي مباراة النصر والاتحاد تفوق الفريق الاتحادي على النصر؛ لأنه احترم قوة النصر بما فيه الكفاية، ولم يدخل المباراة وعينه على مجاراة النصر، بل دخل المباراة وهو يخشى من قوة النصر، وأعد لهذه المباراة العمل الفني الذي من الممكن أن يجعله يكسب المباراة بالطريقة المناسبة، قد تكون تفاصيل المباراة الصغيرة وقفت مع الفريق الاتحادي خاصة بعد ضياع ضربة الجزاء، لكن هذا لا يعني أن الاتحاد لم ينجح في الأسلوب الذي اتبعه في المباراة؛ لذلك من المهم أن يعرف جمهور النصر الذي يعتبر الوحيد الذي يتأثر من الخسارة بشكل مبالغ فيه من خلال ردة فعله، التي من الممكن أن تتسبب في تفاقم مشاكل الفريق، وفكرة الإبعاد لا يمكن أن تُقبل في كل مرة، كما أن رمي الإخفاق على شخص بعينه لا يقدم ولا يؤخر ، وبالتالي لا يمكن أن يكون لكل خسارة ضحية، ولو سلمنا بوجوب وجود هذا الفكر فإن كل المكاسب التي عمل النصر على توفيرها ستُفقد قبل نهاية الموسم؛ لذلك من المفترض أن يعمل الجمهور النصراوي على ضبط النفس من خلال ضبط الحالة الانفعالية، وأن يكون للعقل دور في تقييم الأمور بعيدًا عن العاطفة، ولن يسير النصر إلى منصات التتويج دون جمهوره الذي عرف بالوفاء، فقط قليل من الهدوء والنقد الإيجابي المفيد وستعود الأمور لوضعها الصحيح، وستجدون الفريق قد عاد لسكة الانتصارات من جديد وتحقيق كل التطلعات.

ودمتم بخير،،،