-A +A
خالد السليمان
لم تعد الشهرة وحدها اليوم بالنسبة لبعض طلابها في منصات التواصل الاجتماعي هدفاً ولا مبلغاً ولا شفاءً للغليل وإرضاءً للنفس، فهذه المنصات أصبحت مفتاحاً لما هو أبعد من الشهرة، وهو الثراء السهل الذي لا يتطلب اقتراضاً أو ادخار رأسمال أو شراء بضاعة أو استئجار منفذ بيع أو توظيف بائع، فبضاعتهم منهم وفيهم، بالصوت و«الصورة»!

ولا يكلف الأمر سوى الصعود إلى خشبة مسرح لعرض مشهد تمثيلي عفوي الظاهر مفتعل الباطن ليفرش السجاد الأحمر لمولود جديد في عالم النجومية الوهمية، وما بين المنصة المسرحية والمنصة الرقمية خيط رفيع هو كما هو الطريق القصير إلى الشهرة!


وبقدر ما يزعج أن تسمح منصات التواصل بصعود التفاهة وقلة الحياء بكل سهولة، فإن ما يزعج أكثر هو أن تجد هذه البضاعة رواجاً وجمهوراً، وهنا تكمن المشكلة الأكبر، لماذا تجد التفاهة وقلة الحياء كل هذا الرواج، هل أصبح مجتمعنا أقل قدرة على أن يميزها أو ينفر منها أو «يغض البصر» عنها؟!

رحلة الصعود من القاع إلى القمة ومن الفقر إلى الغنى ومن مركب السيارة الكورية إلى مركب السيارة الألمانية أو «الإنجليزية» هي رحلة قصيرة بحيث لا يصعب تأمل محطاتها ولا شم رائحة وقودها ولا رؤية اتجاهات طريقها، لكن المؤسف حقاً أن المحطات تقع في مساحة المجتمع، والوقود على نفقة المجتمع، والاتجاهات الخاطئة على حساب اتجاه المجتمع الصحيح!

باختصار.. لم نكتفِ بأن جعلنا من الحمقى مشاهير، بل أصبحنا نتحمل فاتورة ثرائهم أيضاً!