-A +A
حمود أبو طالب
نحن نفخر فعلاً بقوات الدفاع الجوي السعودي التي تمتلك أحدث الأسلحة وأمهر وأشجع الكوادر البشرية المدربة وعالية التأهيل، وذلك ما جعل كل صواريخ ومسيرات الحوثيين منذ بدء الأزمة اليمنية تتساقط حطاماً قبل أن تصل الأرض، ولكن هل يعني تفوق قواتنا الجوية وعدم حدوث خسائر كبيرة في الأرواح والأعيان أننا غير متضررين؟.

دعونا نتحدث بصراحة ونقول نعم لقد أريد لنا أن نتضرر ولكن كيف. مئات الصواريخ الباليستية والمسيرات التي أطلقت على المملكة أسقطتها صواريخ الدفاع الجوي المضادة، فكم أطلقنا منها وكم تكلفة كل واحد منها، وكم تكلفة ما تستلزمه من وسائل الرصد والمراقبة الدقيقة والخدمات اللوجستية وغيرها من التفاصيل التي لا نحيط بها ولكنها في النهاية تُحسب بأرقام المال الذي تتحمله ميزانية الدولة ومواردها واقتصادها، علماً أننا نتحدث هنا عن جزئية واحدة فقط مما تتحمله المملكة في أزمة اليمن لحماية أرضه وشعبه من الاحتلال الفارسي.


نعم نحن مضطرون لذلك لأن حماية أمن الوطن والدفاع عن مقدراته وشعبه واجب مقدس مهما كلف الأمر لكنه في النهاية مخطط لاستنزاف السعودية ومحاولة إرهاقها بهذه الاستفزازات المكلفة، إنه مخطط مدروس ومرتب له منذ زمن، لكنه تكشف بشكل واضح وفاضح في العقدين الماضيين، وبصورة أشد وأقبح بعد وقوف المملكة بقوة في وجه ما سمي بالربيع العربي، يضاف إلى ذلك مقاومتها المستمرة لمخطط المد الإيراني الذي ينعم بتغطية ومباركة الحلف الأمريكي الأوروبي، وهو، أي النظام الإيراني، قد أصبح الراعي الرسمي العلني للميليشيا الحوثية الذي يمدها بالعتاد على مرأى ومسمع العالم.

ولكن في نهاية الأمر يمكن تعويض كل شيء إلا أمن الوطن، وحتى لو دفعنا ما دفعناه في سبيله فليتأكد الذين يريدون إرهاقنا ليفرضوا أجنداتهم علينا أن المملكة مرت بظروف سياسية واقتصادية عصيبة في الماضي، وحيكت لها مؤامرات خطيرة، لكنها تجاوزتها بحكمة وصبر وإرادة قوية، ولذلك نقول لمن نسجوا خيوط المؤامرة على وطننا: نحن مدركون جيداً لكل ما يحدث، ونعرف كيف نتعامل معه، وسيبقى وطننا أعلى وأقوى من مؤامراتكم بمشيئة الله.