-A +A
خالد السليمان
ماذا لو تحررت فلسطين غدا، وقامت دولة فلسطينية تحكمها «حماس»، أي نوع من العلاقة ستربط هذه الدولة بالدول العربية وخاصة السعودية ؟!

ظاهريا تبدي حماس ومعظم الفصائل الثورية الفلسطينية عداوة للسعودية لا تقل عن عداوة إسرائيل إن لم تكن أعظم، فالخطاب الفلسطيني -غير الرسمي- السياسي والإعلامي والشعبوي تجاه السعودية هو خطاب تحريضي تخويني معاد في ظاهره وباطنه !


وتبدو «حماس» والفصائل الثورية الفلسطينية كالجهاد الإسلامي أكثر ارتباطا بإيران وسياساتها، وأوثق تحالفا مع مليشياتها مثل حزب الله اللبناني والحشد العراقي والنظام السوري، ولا تؤثر الجرائم التي ترتكبها الأذرع الإيرانية بحق العرب والمسلمين السنة في العراق وسورية واليمن ولبنان في هذه العلاقة رغم السياسة الطائفية التي تنهجها إيران في مشروع هيمنتها على المنطقة !

إذن أي تأثير سيخلفه قيام دولة فلسطينية تحكمها حماس أو الجهاد الإسلامي في ظل تراجع شعبية فتح وانحسار تأثير وحضور المكونات التقليدية لمنظمة التحرير الفلسطينية ؟!

الأكيد أن أي دولة فلسطينية تحكمها «حماس» لن تكون دولة عربية تسهم في حماية الأمن القومي العربي في وجه مد النفوذ الإقليمي الإيراني أو التركي، أو تحد من حالة التشرذم والتمزق التي يعاني منها الوطن العالم العربي، بل ستكون دولة عدوانية للعرب تدور في فلك المحور الإيراني، وتصبح إحدى أدواته !

باختصار.. قبل تحرير فلسطين من إسرائيل يجب تحرير الفلسطينيين من إيران !