-A +A
منى العتيبي
أطّل علينا قبل أيام معدودة على منصة التواصل الاجتماعي «تويتر» وزير الداخلية سمو الأمير الشاب عبدالعزيز بن سعود بن نايف، حيث دشن حسابه الشخصي في تويتر كأول وزير داخلية سعودي يدشن له حساباً خاصاً في فضاء تويتر.

بالنسبة لي بدا الأمر كمفاجأة جديدة من نوعها وجميلة وخطوة جريئة في كون وزير الداخلية صاحب الموقع الحساس جداً بالدولة سيشاركنا هذا الفضاء وسيتبادل معنا الأفكار ويطلع معنا على كل ما يدور في هذه الشبكة الاجتماعية وقد يشاركنا أيضاً مشاكلنا.


وهذه الخطوة التي اتخذها سمو وزير الداخلية بادرة أمنية تُحسب لسموه من جهتين وتخدم الأمن الوطني؛ الأولى وهي لن يكون هناك وسيط بين وزير الداخلية والمواطن في أقصى الوطن، حيث يستطيع كل مواطن أن يقدم فكرته، مشكلته مباشرة إلى الوزير نفسه، وبالتالي يطلع عليها سموه دون سلسلة من الإجراءات قد تعيق وصولها في وقتها المحدد.

والأمر الثاني من أهمية هذه الخطوة المباركة بأن سموه يستطيع من خلال منصته الشخصية بتويتر أن يقدم رسائله الأمنية للمواطنين والمقيمين بشكل مباشر دون بروتوكولات الإعلام وإجراءاته الزمنية، حيث استطاع الوزير الشاب منذ انطلاقة منصته الشخصية في ٣٠ مارس وحتى اليوم الذي أكمل فيه ١٨ أن يقدم رسائل مؤثرة ومكثفة تدعم الأمن الفكري والمجتمعي لأهم فئة بالمجتمع وهم الشباب، هذه الرسائل شملت التوعية بمخاطر آفة المخدرات والوعي بالسلامة المرورية والتطبيق الأمثل للأنظمة، والاستمرار بالالتزام بالإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فايروس كورونا (كوفيد-19) ورسائل تدعم المشاريع التنموية العملاقة بالوطن.

إن وجود وزير الداخلية في منصة يستخدمها كافة أبناء المجتمع إن لم يكن جميعهم من كافة الأعمار يجعله قريباً منهم ومن حاجاتهم ومتطلباتهم، يشعر بهم ويشعرون به، كما يستطيع استثمار هذا التواجد في الاقتراب من أفكار فئة الشباب وقراءتها واحتوائها، بحيث لا تخطفها التيارات الفكرية الأخرى لخدمتها، أيضاً هذا التواجد يمكّنه من بناء جسر من التواصل الفكري والأخوي بينه وبينهم يمكنه من حمايتهم ورعايتهم وتقديم الدعم لما يضمن سلامتهم من مختلف الأخطار التي تهدد هويتهم الوطنية ومسيرتهم في البناء والإبداع وكل ما يقدمونه لازدهار الوطن وتطوره.