-A +A
منى العتيبي
وصلتني هدية جميلة من الورد الطائفي الذي استطاع أن يحول مزاجي إلى رائحة وردية طبيعية، رائحة مختلفة عن أي ورد شممته من قبل، وصنعت من هذا الورد شاي المساء حتى شعرت بأن قصائد العالم كله في كوب الشاي.

وأنا بصحبة شاي الورد شاركتني فكرة وفكرة أولها أين هذا «الورد» من العالم؟ لماذا هو محصور فقط في مدينة الطائف ولولا صديقتي لم يصلني إلى مكة؟ هل عندنا مصانع شهيرة بماركة عالمية تنافسية؟


مع أن رؤية المملكة تتوجه إلى استخراج مكامن القوة الطبيعية والاستفادة منها كقوة اقتصادية متنوعة المصادر، إلا أن هناك أموراً لم يتم استثمارها بالشكل الذي يتلاءم مع الرؤية السعودية 2030؛ مثل الورد الطائفي الذي أعتبره قوة اقتصادية قوية يمكن استثمارها، فالورد الطائفي في صورته الحالية محصور في المكانة السياحية والثقافية والزراعية كمنتج زراعي محلي ولم يتخطَّ ذلك.

وأرى القوة الاقتصادية التي يمكن استثمارها في الورد الطائفي هي الاستفادة من الورد في صناعة العطور المختلفة وتصديرها للعالم، فمن هذا الورد يمكننا صناعة ما يقارب ثمانية أنواع من العطور مختلفة الروائح المنافسة للعطور الباريسية ولكن أين المصنع الذي يمكن استخلاص هذا؟

كما أن في الورد الطائفي قوة صناعية في مجال الجمال فيمكننا صناعة الصابون والكريمات الطبيعية الطبية والمنتجات الجمالية بصفة عامة.

الأرقام التي بين يدي تقول إن بالطائف نحو 860 مزرعة غالبيتها في منطقتي الهدا والشفا، وتقول إنه قد بلغ الإنتاج السنوي 500 مليون وردة، وعدد معامل الورد 36 معملاً، ولنا أن تخيل أن هذه الأرقام يمكننا أن نستثمرها عالمياً بشكل أوسع وأكثر شهرة وبعيداً عن النمط الاستثماري التقليدي وتأطيرها فقط في المهرجان السنوي الذي يقام كل عام للزائرين والسياح ويكون الهدف منه مشاهدة الورد الطائفي والتعرف على طريقة صناعة منتجات الورد الطائفي المختلفة وشراء بعض منتجاته بشكل زهيد لا يقدم ولا يخدم التنمية الاقتصادية في بلادنا الحبيبة التي تتصدر العالم في تحقيق المستحيلات الاستثمارية.

ومن جهة أخرى استثمارنا للورد كقوة اقتصادية عالمية سيفتح باباً للسياحة العالمية، فنحن بهذا سنمارس عملية الترويج السياحي لبلادنا.

أخيراً.. الطموحات الاقتصادية مع الورد الطائفي أن يخرج من جلباب الصيف، وأن يكون مثلما تغنى عبادي الجوهر «يا وردة في كل الفصول».

كاتبة سعودية

monaotib@

Mona.Mz.Al@Gmail.Com