-A +A
مي خالد
نقرأ باستمرار عن بعض الدول التي توصف بالمحافظة، وهي التي تقف على نقيض الدول الديمقراطية في التعددية وحريات التعبير وموقفها من المهاجرين وحقوق العمال والإثنيات العرقية والدينية إلى غير ذلك مما تفخر به الديمقراطيات على الرغم من وجود أحزاب محافظة داخل هذه الديمقراطيات.

ويمكننا القول إن «المحافظة» هي أيديولوجية يمينية ترى أن الطريقة الحالية في إدارة الدولة، أو الطريقة السابقة هي الطريقة الأفضل. ولا يوجد مانع من انتماء الأحزاب المحافظة إلى مجتمع ديمقراطي. لكن في المقابل هناك تيارات محافظة ليست ديمقراطية بالمرة. على سبيل المثال، يعارض المحافظون الدينيون (مسلمون ومسيحيون ويهود...) أحياناً حقوق المرأة في التصويت، الأمر الذي يضر بالطبع بحقوقهن الديمقراطية.


أغلب صراعات التيارات المحافظة في أوروبا سببها أنهم يعارضون التغيير الديموغرافي الذي تحدثه الهجرة لبلدانهم. تريد الأحزاب المحافظة أن تبقى دولتهم كما هي على مستوى الثقافة والتراث، وهذا غالباً ما يمنحهم ميولاً مناهضة للهجرة أو ميولاً دينية معادية للأديان التي ليست شائعة في أوطانهم.

هذا ويعتمد التوافق بين المحافظة والديمقراطية إلى حد كبير على تاريخ أمة معينة وأي جزء من تاريخ تلك الأمة أو تقاليدها يرغب المحافظون المعنيون في الحفاظ عليه.

هذا من جانب، ومن جانب آخر نجد المحافظة في بعض الدول كأيدولوجية تهدف لفرض هيمنة الطبقة الأرستقراطية على المجتمع، وخير مثال على ذلك هو حزب المحافظين في المملكة المتحدة. إنهم يحافظون على ولائهم للتاج، ويدعمون مجلس اللوردات، حيث يُعتبر النبلاء فوق العوام، والتاج فوق القانون.

لكن على الرغم من عيوب المحافظة/‏ اليمينية وأنها أحيانا تعني الرجعية حسب تعبيرات بعض السياسيين اليساريين المنحازين، لكنها لا تخلو من وجاهة الرؤية أحيانا كثيرة.

يصف «مايكل أوكشوت» النزعة المحافظة بأنها «أن تكون محافظًا يعني تفضيل المألوف على المجهول، وتفضيل ما سبق تجربته على غير المجرب، والحقيقة على الغموض، والواقعي على المستحيل، والمحدود على اللامحدود، والقريب على البعيد».

كاتبة سعودية

may_khaled@hotmail.com

mayk_0_0@