-A +A
عبده خال
الواقع المعاش يقبض على لحظات مدهشة لكي ينبه الناس إلى أي مدى وصلوا في إنسانيتهم.

ولأن الناس يقفون على جرف هاوية من الحروب والعداء والتنابذ، التنابذ في كل شيء قوة وعرقا ودينا ومذهبا، ولم يكن يوم ما خاليا من ذلك التنابذ، وفي نفس الوقت يوميا هناك فعل أو قول يجذب الناس إلى جمال التسامح وصفاء الإنسان إن تخلص من مضغة فاسدة تقوم على رؤية الإنسان كما خلقه الله من نفس واحدة أي أنه -في الأصل- محب..


وأكثر من يجسد الحب الصافي هو الطفل، إذ يكون خاليا من التلوث الذي لم يدخل إلى دائرته بعد.

هل يصدق هذا القول على طفولة أبناء العصر الحديث؟

أشعر بفداحة الخطر حين يتحول الطفل إلى سلعة ترويجية من خلال مواقع التواصل، فهناك العديد من الأطفال تم تسخيرهم لجذب المتابعين من خلال مقاطع فيديو تقترب كثيرا من تشويه براءة الطفولة، تلك المقاطع التي ترسخ في نفسية الطفل عدة قيم سلبية، وتسهم في هشاشة المحتوى.

أعلم أن لكل زمن قيمه الأخلاقية التي تتولد وفق المعطيات الثقافية، فهل أكون خارج الزمن عندما اتهم المعطيات بـ«التفاهة»؟

يكون ذلك مستساغا حين يصبح الاستهلاك هو المستهدف، وغالبا حين يكون المستهدف غير مكترث بالمحتوى فلن تكون هناك أخلاقيات حاكمة لما يقدم.

يظل أسفنا على ما يحدث هو تكرار لأسف الأجيال المتعاقبة، فقد وجدت مخطوطة في أحد المعابد الصينية قبل ثلاثة آلاف سنة تشتكي من اختلاف الشباب عما كان عليه الآباء!

ولأننا ضيوف راحلون فليس من حقنا تصويب سلوكيات أصحاب الدار، وكان علينا التزام وصية علي بن أبي طالب: «ربوا أولادكم فهم خلقوا لزمن غير زمنكم».

abdookhal2@yahoo.com