-A +A
خالد السليمان
يقول البعض إن الاحتفال بالكريسماس وتوزيع الهدايا فيه تعويض عن سنوات حرمنا فيها الفرح، لكننا في واقع الأمر نفرح دائماً بعيد الفطر ونوزع فيه الهدايا، أي أننا لم نحرم يوماً من الفرح إلا إذا كان الفرح علامة حصرية للكريسماس !

في الحقيقة لا شيء يمنع من الاستمتاع بأجواء احتفالات الكريسماس وأنا أفعل ذلك دائماً عندما أسافر إلى الخارج، ولسنوات متتالية كنت أخصص أوقاتاً لزيارة قرى وبلدات أوروبية اشتهرت بأجواء سوق الكريسماس Christmas Market حيث تنشأ أكشاك خاصة لبيع الحلوى والأطعمة والمشروبات والهدايا في أجواء بهيجة تملؤها الأضواء والموسيقى والزينة، لكن أن يحاول البعض أن يجعله جزءاً من هوياتنا لمجرد أن يبدو منفتحاً ومتسامحاً ومتعطشاً للفرح فهذا مبالغ فيه !


أيضاً لست مع من ينظرون لاحتفالات الكريسماس على أنها مسألة دينية عقائدية، فغالبية شعوب العالم الذين يحتفلون بالمناسبة باتوا يتعاملون معها على أنها مناسبة ترفيهية أكثر منها دينية، وكثير من أبناء الغرب نفسه لا يعرفون الجذور الدينية للاحتفال بل ولا يكترثون لها، فالمناسبة بالنسبة لهم مجرد فرصة للاحتفال والبهجة والفرح، أيضاً غالبية من يشاركون في احتفالات الكريسماس أو السنة الصينية من غير المسيحيين والبوذيين لا يعتقدون برمزيته الدينية ولا يؤثر في إيمانهم العقائدي بل ولا يخطر على بالهم !

إذن نحن أمام معادلة جدلية بين الهوية والمعتقد، وفي كلتا الحالتين يجب أن نفصل بين الاحتفالية وظاهرها وبين الهوية كجزء من الثقافة المحلية، والمعتقد وتأثيره الإيماني !

باختصار.. لنستمتع بأي احتفالية من أي ثقافة أخرى تدخل البهجة في نفوسنا، وفي نفس الوقت لا نتقمص هويتها ولا نخشى تأثيرها !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com