-A +A
خالد السليمان
يتوالى إعلان اتفاقات السلام العربية المنفردة مع إسرائيل، ويبدو أن العديد من الدول العربية سئمت من الارتباط بالقضية الفلسطينية في تقرير السلام مع إسرائيل، خاصة مع تشرذم حالة أصحاب القضية أنفسهم وعجزهم عن بلورة مواقف ثابتة تدعم الجهود العربية لحل قضية الـ٧٢ عاما، فالسلطة الفلسطينية غارقة في عجزها، بينما فصائل المقاومة منشغلة بالمقاومة في القضايا الإقليمية ودس أنفها في شؤون الآخرين أكثر من القضية الفلسطينية !

كما أن بعض العرب وخاصة الخليجيين يشعرون بالمرارة من الجحود والنكران اللذين يقابلان الدعم الهائل الذي قدم للقضية والشعب الفلسطيني طيلة عقود من الزمن، وتجاوز الأمر الجحود والنكران إلى تحالف بعض الفصائل الفلسطينية مع إيران وإظهار مواقف معادية في الكثير من القضايا الإقليمية التي تمس أمن وسيادة ومصالح دولهم !


لكن رغم ذلك هل تستحق إسرائيل مثل هذه الهدايا التي تصلها من كافة أنحاء الوطن العربي ؟! ومقابل ماذا ؟!

فتحقيق السلام في إطار مبادرة سلام موحدة يدعم الموقف العربي تجاه إسرائيل ويجبرها على دفع الثمن المناسب للسلام والاعتراف، كما يدفع لإنجاز حل عادل للقضية الفلسطينية والاتفاق على إطار للأمن الإقليمي ؟!

لكن إسرائيل تحصل اليوم على الاعتراف والسلام مقابل ثمن زهيد، وربما مجانا، في الوقت الذي تعلن فيه ضم الجولان وأجزاء من الضفة وتوسيع الاستيطان وشرعنة الاستيلاء على القدس !

باختصار.. السلام مطلب، لكن على إسرائيل أن تدفع مقابله ثمنا عادلا !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com