-A +A
مي خالد
نشاهد حالات عجيبة عبر الفيديو المنشور على برامج التواصل الاجتماعي، وكذلك بعض التدوينات المنشورة يقول أصحابها معلومات مغلوطة وآراء خاطئة ونصائح مضللة وأقوالاً لا ينطق بها إلا جاهل متغطرس.

وهذا إحدى النتائج الضارة للتواصل عبر الإنترنت، حيث يشعر البعض أنه يعرف أكثر بكثير مما يعرف فعلا.


إنها تفقد الشخص قدرته تدريجياً على التقييم الذاتي الدقيق، فيظن أنه أكثر دراية بكثير مما هو عليه في الواقع.

لا يحدث ذلك بسبب التعزيز الاجتماعي للحشود ذات التفكير المماثل لفكر صاحب الرأي والمعلومة فقط، بل بسبب الالتزام العلني العام.

ولفهم ذلك سنوجز تجربة قام بها أحد الباحثين، حيث رسم ثلاثة خطوط مستقيمة بأطوال مختلفة وطلب من مجموعة الطلاب (أ) أن يقدروا هذه الأطوال بكتابة كل رقم تحت المستقيم، ثم طلب من المجموعة (ب) أن تكتب تقديراتها للأطوال تحت كل مستقيم ثم عليهم أن يمسحوا كتاباتهم قبل أن يراها أحد، أما المجموعة (ج) فطلب منهم أن يخمنوا الأطوال لكل مستقيم ويتلفظوا بها فقط دون تدوينها.

النتيجة غير المستغربة أنه حين كتب الباحث القياسات الصحيحة لأطوال الخطوط المستقيمة، سرعان ما تراجع أفراد المجموعة (ج) عن إجاباتهم الخاطئة، وواجهته صعوبة بسيطة مع المجموعة (ب) ليعترفوا بأخطائهم، أما المجموعة (أ) فتعنت أغلب أفرادها ورفضوا التصحيح وتعالت أصواتهم في مجادلات عقيمة، لقد جعلهم الالتزام العلني بالإجابات أكثر صلابة وثباتاً على الموقف الخاطئ.

هذا ما حدث من التزام بخصوص إجابة عن قياسات بسيطة، فما بالكم بالحوارات عن السياسة والأخبار والأديان والمجتمع التي يعج بها الإنترنت؟

كاتبة سعودية

may_khaled@hotmail.com

mayk_0_0@