-A +A
منى العتيبي
خلال ثمانية أيام استطاع معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، خلال زيارته للمجتمع التعليمي في منطقة مكة المكرمة، أن يرسم خارطة جديدة للقيادة الوزارية، أو لنقل لأعلى الهرم في القيادة الوزارية تحت مفهوم «القيادة المجتمعية»، وهي أن تأتي القيادة في معنى الاجتماعات المفتوحة؛ حيث يجتمع أعلى الهرم في الوزارة أو المنظومة بكافة الأفراد في مقرات أعمالهم ويغذيهم بالرؤى والإستراتيجيات والخطط التي تعمل عليها المنظومة، لينطلقوا بعدها في تنفيذ وإدارة أعمالهم بناءً عليها.

في ثمانية أيام التقى الوزير بأربع جامعات في منطقة مكة المكرمة، تعد من أهم الجامعات في العالم ولها عمقها الثقافي والمعرفي ودورها في البناء الفكري، وقدم لأفرادها من الطلاب والأكاديميين والقادة رؤى الوزارة، وقبلها رسائل وتطلعات قيادتنا الرشيدة التي تطمح في تحقيقها من خلال جامعاتنا؛ هذه الزيارة المتصلة بين الجامعات الأربع ستصنع جسرًا من التواصل والاتحاد في تحقيق رؤية وزارة التعليم، وستوحد الجهود وتسير بها نحو الهدف المنشود، بحيث ستصبح الجهود العلمية والعملية جميعها وفق إستراتيجية تختصر الطريق في تحقيق الهدف.


ومن جانب آخر شملت الزيارة الإدارات التعليمية في المنطقة، وحضرت معها لغة الخطاب التكاملية بينها وبين الجامعات من خلال تعزيز وتدشين مشاريع الشراكات بينهما؛ بحيث لا يعمل المجتمع التعليمي في التعليم العام بمعزل عن نظيره في التعليم الجامعي؛ فكلاهما يسيران على الأهداف نفسها.

أيضًا من صور القيادة المجتمعية في مجال التعليم التي قدمتها زيارة معالي الوزير، زيارته لأمير منطقة مكة المكرمة وقراءة الواقع التعليمي في المنطقة معه واطلاعهما على أبرز المبادرات والأعمال التعليمية في المنطقة، كدور أكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف وما تقدمه من دور فاعل تعليمي للطلاب والطالبات. كذلك في زيارته لأول مديرٍ لجامعة أمّ القرى وتقديم الرسالة التربوية المتصلة بالتعليم وهي الوفاء لأولي الفضل وأهل العلم وكل من يفني ويخلص من أجل الوطن.

كما حضرت في قيادته المجتمعية التعليمية صورة القيادة التبادلية في حديثه مع المعلمين والمعلمات عبر فصولهم الافتراضية وفي ميدان مدارسهم؛ ففي حديثه العفوي معهم تجلت صورة القائد الذي يريد أن يصنع من أفراد منظومته قادة، يستمع لهم ويعطيهم سمة القيادة ويقدم لهم رسائل قيادتنا الرشيدة ويعزز عندهم حس المسؤولية الوطنية والإنسانية.

في هذه المرحلة من التطور النهضوي الذي يشهده العالم أجمع لم تعد القيادة المنغلقة على نفسها تؤدي الدور المطلوب، ولا سياستها تستطيع أن تقود إلى الهدف والطموح؛ إنما القيادة التي تلتقي بالمجتمع كله الذي يخص المنظومة سواء كان داخل المؤسسة أم خارجها؛ فاليوم إذا لم تستهدف المنظومة شركاءها من خارج دائرتها وتفصح لهم مباشرة عن رؤيتها ورسالتها وتضمهم في إستراتجيتها يرسمون معها ويخططون وينفذون لن تبلغ مرماها.

كاتبة سعودية

monaotib@