-A +A
أسامة يماني
السفر ضرورة من ضروريات الحياة الإنسانية، وعادة الكوارث والجوائح لا تحرم الإنسان من ذلك إلا بالحد اللازم.

هناك سؤال يُثار لدى كل من تتعلق حياته بالسفر حتى في ظل جائحة «كورونا»:


لماذا لا يُشترط حصول المواطن الراغب في السفر على بوليصة تأمين؟ لماذا لا يُكتفى بأخذ تعهد منه بمسؤوليته عن قرار السفر، وما ينتج عنه وعليه تحمل تبعاته؟

الجميع يتفهم جهود المملكة الكبيرة، ويشكر الدولة على حرصها وكرمها الذي لمسه القاصي والداني في هذه الجائحة، لكن استمرار حرمان المواطنين من السفر بسبب هذه الشروط «غير المتحققة» لعدد من الذين ترتبط حياتهم ومصالحهم وأعمالهم بالسفر يتطلب إعادة النظر في هذه الشروط، بالقدر الكافي من المرونة اللازمة.

لأن بعض من تتعلق حياته بالسفر يتضرر من هذا المنع الناتج عن القيود التي وضعت للحد من مخاطر السفر بسبب تفشي الجائحة. لا شك أن الاحترازات والاحتياطات الوقائية مهمة، ولكن الحوادث والكوارث لا توقف الحياة؛ فحوادث السيارات مثالاً لا توقف القيادة على الطرقات.

من وجهة نظر البعض، منع السفر الحاصل يضر بهذه الشريحة من المواطنين الذين تتعلق حياتهم بالسفر نظراً لتعطل مصالحهم، وهذه الشريحة تستحق أن يُعاد النظر في أمرها وفي ما لحقها من انعكاس على صحتها ونشاطها وحياتها.

السفر ليس رفاهية وإنما لزوم وحاجة من حوائج الحياة، ومتطلب حياتي لشرائح من الناس كاملة الأهلية، إنني أثق بأن حكومتنا الرشيدة تسعى دائماً إلى التسهيل على المواطن بدون ضرر أو ضرار، خصوصاً لمن تتطلب حياتهم وأعمالهم السفر.

نعم الجائحة تسببت في كوارث إنسانية استوجبت إجراءات احترازية، ولكن الجميع الآن يتطلع لإعادة التوازن بين القيد والاشتراطات وبين ضروريات الحياة والمصالح والنشاطات.

كاتب سعودي

‏yamani.osama@gmail.com