-A +A
خالد السليمان
استشارني صديق عرف بنشاطاته العامة الفاعلة في الانضمام لعضوية مجلس جمعية تعنى بحماية حقوق المستهلك، فنصحته بألا يهدر وقته ويستنزف طاقته، لأنه بقبوله عضويتها سيكون كمن يحاول التحليق بطائرة بدون محركات وربما أجنحة، فلا مهارة شخصية ولا خبرة مهنية ولا كفاءة إدارية ستمكنه من الطيران !

بعض المؤسسات تولد ميتة لأنها مجرد أسماء وعناوين، ليس قصورا في كفاءة أعضائها، وإنما لأنها بلا آليات ولا أدوات ولا صلاحيات تساعدها على أداء مهماتها وتحقيق أهدافها، فتبقى مجرد صدى صوت، يكتفي أحيانا بمهمة التوعية وأحيانا بالشكوى من قلة الحيلة !


وبالتالي أنصح دائما بعدم هدر الطاقات في إسناد هياكل تفتقد لدعامات الدعم الذاتي، إلا أن البعض يغفو في أحلامه عند التأسيس مدفوعا بحماسته، ثم يفيق على واقع عجزه ويتجرع خيبة الأمل والإحباط !

وهناك العديد من الجمعيات الأهلية العاجزة عن أداء دورها وتحقيق أهدافها، لأنها لا تملك التأثير أو المال، وفي المقابل هناك جمعيات مهنية وخيرية حققت نجاحا، لأنها امتلكت أدوات التأثير وإمكانات العمل المادية، لكن أياً من هؤلاء الناجحين لن ينجح في مجال حماية المستهلك، بل إن وزير التجارة نفسه لو ترك منصبه اليوم وترأس جمعية لحماية حقوق المستهلك في الغد لن يتجاوز دوره تعزية المستهلكين والطبطبة على أكتافهم !

باختصار.. لا يستطيع أفضل طيار في العالم أن يحلق بطائرة بلا محركات وأجنحة !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com