-A +A
عبدالله غازي
‏نحن كبشر نتأثر بشكل كبير بما نتعرض له باستمرار في وسائل الإعلام، أضف لذلك أن المجتمعات المحافظة مثل مجتمعنا تميل لثقافة أن «البيوت أسرار» وبالتالي لا نتشارك هذه الأسرار ونفترض أن ما نتابعه في المنتجات المرئية التي تعرض على قنوات التلفاز سواءً كانت مسلسلات أو إعلانات أو حتى برامج حوارية هي الحياة التي نعيشها في مجتمعنا بغض النظر عن واقعية الطرح.

‏لذا علينا الاعتراف بالقوة الكبيرة التي بيد قنوات الإعلام وقدرتها على تشكيل الوعي المجتمعي خصوصاً في الوقت الحالي الذي تزامن فيه الموسم الأكبر للمسلسلات والإعلانات مع الحجر المنزلي، مما أدى لتضاعف نسب المشاهدة لمستويات غير مسبوقة.


‏الإعلام مسؤولية قبل أن يكون فنا، وبالطبع أتفهم أن هذا الفن بدوره ليس شرطاً أن يكون توعوياً، لكن حجم وانتشار القنوات الكبيرة تحتم عليها التصرف بمسؤولية وإدراك تبعات أعمالها.

‏للأسف ما زالت أكبر القنوات الإعلامية في الشرق الأوسط مستمرة -حتى في إعلاناتها- بتقديم الصور السلبية النمطية للجنسين وطبيعة العلاقة بينهما.

‏للأسف يكاد لا يخلو مسلسل عربي من الترويج لجرائم الشرف والتعنيف الجسدي وترسيخ أفكار مؤذية مثل الذكورة السامة والخيانة الزوجية أو أن «المرأة هي عدو المرأة» وتقديم غطاء فكاهي لتصرفات مرفوضة مثل التنمر والعنصرية والعنف.

‏أتوقع من القنوات الكبيرة التحلي بحس مسؤول وتقديم الصورة التي نسعى أن نكون لها بدلاً من ترسيخ وتطبيع الأنماط السامة التي أنهكت مجتمعنا.

‏أتفهم نظام «ما يطلبه المشاهد» من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهيرها، لكن أتوقع من كبريات الشركات الإعلامية في الشرق الأوسط التحلي بمسؤولية كبيرة، بتجنب الترويج للأفكار السامة وتمرير الأفكار الصحية بغض النظر عن عدد المشاهدات.

* كاتب سعودي

DrAbdullahGh_@