-A +A
حمود أبو طالب
في زحمة كورونا وأحداثه ومستجداته هناك خشية من أن تضيع بعض فئات المجتمع في هذه الزحمة، أقصد أن التفكير في الأشياء البارزة المرئية لنا قد ينسينا الانتباه إلى أشياء أخرى قابعة في زوايا لا يصلها الضوء، لكنها مزدحمة بأناس لا يتحدثون عن معاناتهم خجلاً وتعففاً، وإذا تحدثوا فإن صوتهم خافت لا بد أن نبحث عنه وننصت له. إنهم أولئك الذين كان رزقهم في يومهم، لا وظيفة في قطاع عام أو خاص، ولا عمل منتظما، يعيشون على ما قسمه الله لهم، يطرقون بابه كل صباح في أعمال يومية مختلفة تؤمّن قوت أسرهم، وأصبحوا مع هذه الظروف حبيسي منازلهم، لا تظلهم سوى رحمة الله ولطفه.

الدولة تكفلت بموظفيها، ودعمت القطاع الخاص كي لا يتضرر العاملون فيه. هناك ضمان اجتماعي، ودعم حكومي مختلف غيره، لكني هنا أتحدث عن قطاع آخر، كبير وضخم، هذا وقته ومسؤوليته. أتحدث عن الجمعيات الخيرية التي لا تخلو منها مدينة في المملكة، ولديها أرصدة ضخمة متراكمة، وأتساءل ماذا قدمت خلال هذه الأزمة للذين في أشد الحاجة لها الآن، الذين توقفت مصادر دخلهم الزهيد، ولا يدخلون ضمن المشمولين بمعونات حكومية لأي سبب، أو أنها أصبحت لا تكفيهم بعد أن توقفت روافد الدخل الأخرى.


الجمعيات الخيرية لدينا عالم قائم بذاته، نحسن الظن بالقائمين عليها ونرجو لهم الثواب والتوفيق، ولكن لا بد أن نعرف ماذا تقدم الآن، نريد أن نرى لها حضوراً يفيدنا بأنها تقدم عملاً استثنائياً في هذه الظروف الاستثنائية، نريد أن نطمئن إلى أنها موجودة وفاعلة وتقوم بالواجب الإنساني الذي أنشئت من أجله، ولأجله يدعمها المحسنون من أهل الخير الذين يحرصون أن يصل إحسانهم إلى مستحقيه، لا البقاء في الحسابات البنكية للجمعيات.

نرجو من هذه الجمعيات أن تكون بمستوى أملنا فيها وأمل المحتاجين لها في هذا الوقت العصيب بشكل أشد على بعض فئات المجتمع.

* كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com