طالب مرتادو المنتزهات والمواقع البرية في منطقة مكة المكرمة بمتابعة ومراقبة مؤجري الدبابات للمتنزهين، لما تخلفه هذه الدبابات من حوادث تتسبب في وقوع العديد من الخسائر في الارواح والممتلكات، والتي راح ضحيتها مرتادو هذه الأماكن من الأطفال والبنات بسبب غياب الصيانة فيما تديرها عمالة وافدة دون ضوابط لا يهمها سوى تحقيق الربح السريع.
وقد تحولت نزهة أسرة الشابة «ريناد» إلى حزن مستمر بسبب الاعاقة التي أجبرت «ريناد» على التعايش بها؛ نتيجة فقدها لإحدى عينيها وإصابتها بكسور متفرقة في جسدها؛ نتيجة الحادث الذي وقع لها قبل عامين في منطقة حجز السيارات التي يرتادها أهالي مكة المكرمة بهدف التنزه، وظلت فاقدة الوعي لعدة أسابيع.
فيما تسبب الحادث الذي تعرض له الطفل هيثم العدواني بعقدة نفسية تدخله في حالة من الهلع والتوتر عند رؤية الدراجات النارية أو سماع صوتها، بعد الحادث الذي وقع له برفقة شقيقه الأكبر في البر ما خلف إصابات بليغة في القدم والظهر وكسر في اليد اليمنى.
كما فقدت أم هتان ابنتها الوسطى التي وقعت وارتطم رأسها بالارض بعد أن هوى بها الدباب الذي كانت تقودة بسرعة جنونية لتسبق إحدى قريباتها ما أفقدها السيطرة عليه ما أدى إلى سقوطها وسحبها عدة أمتار ومن ثم لقيت حتفها.
وذكرت سمر السلمي إحد المتنزهات في حجز جدة مكة السريع أن الأطفال والفتيات المراهقات أكثر إقبالا على هذه الوسيلة الترفهية في المنتزهات والبر التي تشهد تواجدا للعائلة في اجازة اخر الأسبوع والإجازات الدراسية، حيث لا تتوفر في هذه الأماكن وسائل ترفيه سوى الركوب على الدواب او اللعب بالدراجات النارية في ظل غياب المهرجانات طيلة العام وانحسارها في اوقات معينة في السنة, مبينا أن أسباب هذه الحوادث هي رغبة المرأة والطفل في استعراض مهارات القيادة التي يجهلون أساسياتها؛ دون إدراك عواقب الأمور.
وطالب حامد التونسي المسؤولين بتطبيق أنظمة وقوانين صارمة على ملاك ومؤجري الدبابات دون تراخيص وأغلبهم من العمالة الوافدة التي تسعى للكسب المادي على حساب صحة وسلامة الناس، ودون أن يوفروا أدوات السلامة للمستأجرين، إضافة الى عدم تقيدهم بسن محددة لمن يقود هذه الدبابات.
فيما يرى الدكتور هتان بوجان مدير إدارة الطوارئ والأزمات بصحة مكة المكرمة أن حوادث الدراجات النارية من أخطر الحوادث التي يجدر أن يحذر منها مرتادو المنتزهات والمناطق الصحراوية بهدف التنزه؛ لما تخلفه من أضرار وخسائر بشرية ومادية، مشيرا إلى أن نسبة مصابيها في مستشفيات العاصمة المقدسة تراوح ما بين 15% إلى 20% من جملة إصابات الحوادث التي تستقبلها طوارئ مستشفيات العاصمة المقدسة لمختلف الأعمار، وخاصة من 16 إلى 28 سنة، مبينا أن غالبية الإصابات للفتيات والأطفال فإصابات الفتيات؛ نتيجة تعلق العباءة بالإطارات فيحدث انقلاب للدباب وصدمات بالرأس أو خلع بالكتف وكسور ونزيف بالرأس وإعاقات دائمة ووفيات حيث تكثر هذه الحوادث في موسم الأعياد والإجازات، موضحا أن الخطورة تكمن في عدم ارتداء ملابس السلامة الواقية، والتهور الشديد في قيادتها، وعدم اتباع أنظمة المرور، حيث تبلغ نسبة احتمال الوفاة أو حدوث إصابات وإعاقات أو بتر جزئي أو كلي في حوادثها %80، وبناء على دراسة من مركز الأبحاث الوطني فإن 1 من كل 5 مصابين يتعرض لإعاقة دائمة، فضلا عن التكاليف والمجهودات التي تتحملها الدولة في علاج مصابي حوادث الدراجات النارية وإعادة تأهيلهم.
في المقابل أوضح الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة النقيب الدكتور علي الزهراني ان إدارته تعمل جاهدة وبشكل مستمر على القيام بحملات تفتيشية على الدراجات النارية للحد من انتشارها والحد من خطورتها، مشيرا الى ان الحملات المرورية المترامية في جميع أحياء وشوارع ومنتزهات العاصمة المقدسة ستستمر للقضاء على المخالفات التي تعرض أرواح مستخدمي الطرق للخطر، مضيفا أن إدارة المرور تعمل على توفير جميع سبل الراحة لقاصدي الطريق من زوار ومقيمين مبينا انه لا تهاون مع المخالفين والعقوبات تنتظر المتجاوزين.
الصبية والمراهقات ضحاياها.. و «الوافدة» تؤجرها بلا ضوابط
%80 من مصابي «الدبابات».. إعاقات دائمة
10 مايو 2015 - 02:32
|
آخر تحديث 10 مايو 2015 - 02:32
تابع قناة عكاظ على الواتساب
أشواق الطويرقي (مكة المكرمة)