حينما لا يجد أحدنا شيئاً يعتذر من أجله، عليه -حينها- أن يشعر كم هو قبيح وجبان.
لو كنت مسؤولا وهذا - طبعا- عشم إبليس في الجنة لحملت نفسي الى أقرب تجمع يائسٍ في الدنيا، ووقفت هناك اعتذر.
أفكر أحياناً ان انط الى اقرب مستشفى نساء وولادة، وأقدم -بين يدي الطيب المناوب- لكل المواليد النائمين في الحضانات اعتذارات بالجملة، نيابة عن بعض الكبار، لصوص الحب والحليب والخبز والحياة.
لكن (فضولي) -وهو أمر طبيعي- سيفضي بي في الآخر الى مستشفى الامراض العقلية، بوصفي مجنونا، هذا ان لم «يطلعوني» عميلا، وخائنا للسيادة وللوطن، طن، طن، طننن،؟!
من الشجاعة والأخلاق، أن يقف كل مسؤول الآن ويعتذر لمواطنيه أو لموظفيه عن كل لحظة وجع سببها لهم.
ما الذي سيحدث لو وقف المرء وقال «اعذروني على أي تقصير».
لا شيء غير الثقة، ومزيد من التقدير، هما اللذان سيحدثان في النهاية.
أحياناً لا أجد شيئا اعتذر عليه، فاستغل اقرب دعوة تصلني لحضور مهرجان دعم جرحى الحرب -مثلاً- فاعتذر.
أبدو لئيماً ان فعلتُ ذلك، لكنها -في لحظات زنقة- تكون «فكة من مكة» حسب المثل. والبارئ أعلم بالنيات، كما هو سبحانه يعلم الغيب وما في الجيب ايضا.
أفكر الآن -عموما- ان افتح مكتب «اعتذارات» عامة.
وأظنها خدمة جيدة لمستثمر حاذق، قد يربح من ورائها ذهباً.. ان لم يكن في الدنيا، فالآخرة خير وأبقى.
على الاقل، فإن أحدا -بعد ذلك- عند قراءته للصحف، سيجد مساحة -أشبه بمساحة اعلان مفقودات- خاصة باعلان اعتذارات.
كما ان اعتذار هيئة تحرير صحيفة ما عن اسم كاتب سقط سهوا، أو مكافأة -شهرية- تسقط سهوا، لن تبدو كما لو انها كتبت علي استحياء، أو كأنما الاعتذار سخف يستدعي الخجل.

Fekry19@hotmail.com