يعتبر غار ثور من أشهر الأماكن الأثرية في مكة المكرمة وهو يقع جنوبها بنحو خمسة أميال في أعلى قمة جبل يعرف بجبل ثور وهو جبل شامخ، وعر الطريق، صعب المرتقى، ذو أحجار كثيرة والغار لا يتسع لأكثر من شخصين فقط، وكأن الله هيأه لاستقبال رسول الله وصاحبه، ومن أراد أن يدخل إلى الغار ينحني قليلا ثم يرتفع ويدخله بشكل صعب ثم يجلس فوق صخور لها ثقوب، وهذا الغار قد لجأ إليه الرسول صلى الله عليه وسلم مع صاحبه أبي بكر الصديق ليبعد عن مطاردة المشركين حينما هاجر إلى المدينة المنورة وكانت قد حفيت قدما رسول الله صلى الله عليه وسلم من وعورة هذا الجبل عند صعوده، وقيل: بل كان يمشي في الطريق على أطراف قدميه كي يخفي أثره فحفيت قدماه،
ولما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم للغار قال أبو بكر والله لا تدخله حتى أدخل قبلك، فإن كان فيه شيء أصابني دونك، فدخل ووجد في جانبه ثقبا فشق إزاره وسده به، وبقي منها اثنان فألقمهما رجليه، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ادخل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضع رأسه في حجره ونام، فلدغ أبو بكر في رجله من الجحر، ولم يتحرك مخافة أن ينتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبقيا في الغار ثلاث ليال، ليلة الجمعة وليلة السبت وليلة الأحد. وكان عبدالله بن أبي بكر يبيت عندهما. قالت عائشة: وهو غلام شاب ثقف لقن، فيدلج من عندهما بسحر، فيصبح مع قريش بمكة فلا يسمع أمرا يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام. أما قريش فقد جن جنونها حينما تأكد لديها إفلات رسول الله صلى الله عليه وسلم صباح ليلة تنفيذ المؤامرة وبعد أن هدأ الطلب انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في هجرته إلى المدينة المنورة وأصبح هذا الغار شاهدا على هذه الدعوة وانطلاقتها حيث ضم الجسد الطاهر وصاحبه ثلاث ليال.
غار ثور شاهد على الهجرة النبوية
19 يوليو 2014 - 19:58
|
آخر تحديث 19 يوليو 2014 - 19:58
غار ثور شاهد على الهجرة النبوية
تابع قناة عكاظ على الواتساب
سلمان السلمي (مكة المكرمة)