في لحظة وداع يغلب عليها الامتنان ودع زملاء تعليم جدة المشرف التربوي عقيل بن هاشم الزبيدي بمناسبة تقاعده، بعد مسيرة مهنية امتدت لسنوات طويلة، حملت في تفاصيلها صدق العطاء وهدوء الإنجاز وعمق الأثر.
لم يكن التقاعد هنا نهاية حضور بل تتويج لمسار حافل صنع فيه الزبيدي فرقاً حقيقياً في الإشراف التربوي وفي مجال الإحصاء والبيانات والعمل القيادي الذي أوكل إليه طيلة 23 عاماً من العمل بدءاً من معلم مميز ومروراً بالإشراف والمناصب القيادية التي كان آخرها مساعداً لمدير مكتب التعليم بالفيحاء.
16

16

عرف الزبيدي بوصفه مهندس الإحصاء والبيانات القادر على قراءة الأرقام بعين تربوية واعية وتحويلها إلى أدوات فاعلة في دعم القرار وتجويده.

زملاؤه أجمعوا على أن حضوره الإنساني سبق حضوره الوظيفي. كان قريباً من الجميع، هادئاً في طرحه متزناً في رأيه كريماً في عطائه المعرفي. تعلموا منه كيف يكون العمل رسالة وكيف تُدار التفاصيل بعقل منظم وقلب حاضر. جمع القلوب قبل أن ينجز المهمات وجعل من بيئة العمل مساحة احترام وتعاون وثقة.

وفي كلماتهم الوداعية أكد الزملاء أن وداع عقيل الزبيدي لا يعني غيابه بل يرسخ حضوره بما تركه من أثر جميل وسيرة طيبة. قالوا إن العمل معه كان ممتعاً والرفقة إضافة للحياة قبل أن تكون إضافة للمهمة، وإن حكمته ولطفه سيظلان حاضرين في الذاكرة اليومية للمكان.

تقاعده اليوم هو نهاية مرحلة وظيفية، لا نهاية للأثر. هو انتقال هادئ إلى مساحة أوسع من الطمأنينة، بعد سنوات من العمل الصادق والبذل الذي لا ينتظر مقابلاً. ويغادر الزبيدي موقعه وقد ترك خلفه احتراماً عميقاً، وذكرى طيبة، وأثراً مهنياً وإنسانياً سيظل حاضراً.

عقيل بن هاشم الزبيدي، حاصل على بكالوريوس العلوم التطبيقية تخصص فيزياء من جامعة أم القرى، وماجستير في الإدارة التربوية من جامعة الملك عبدالعزيز. بدأ مسيرته معلماً للفيزياء، ثم مشرفاً تربوياً، وتقلد عدداً من المواقع القيادية والإشرافية في تعليم جدة، من بينها مدير وحدة الإشراف التربوي، ومدير مركز التدريب التربوي، ورئيس شعبة العلوم، ورئيس ومقرر لعدد من اللجان التعليمية، إضافة إلى عمله مشرفاً تنفيذياً ونائباً لرئيس اللجنة التنفيذية بمكتب تعليم الفيحاء.

شارك في برامج وطنية ودولية، وأعمال تطوير الأداء، وبناء المؤشرات، والاختبارات المركزية، وأسهم في التدريب وبناء القدرات، وله رصيد واسع من المبادرات والإنجازات المهنية التي شكّلت أثراً بارزاً في الميدان التعليمي.

17

17