لم يجانب الاستاذ عبدالله أبو السمح الصواب هذه المرة، عندما دعا مؤخراً إلى جعل الصور الشخصية الخاصة بجوازات سفر المواطنين من أبناء هذه البلاد مكشوفة الرأس بلا غتر أو شُمخ أو عُقل لما لاحظه -وهو محق- من توقف وتدقيق من قبل رجال الجوازات في المطارات العالمية، عند المقارنة بين الصورة الموجودة في الجواز وهي بالزي العربي الكامل ثوب وغترة أو شماخ وعقال، وبين صورة صاحب الجواز الماثل أمام رجال الجوازات، حيث يكون المسافر في غالب الأحوال بالزي الأفرنجي حاسر الرأس مما قد يوجد فارقاً بين الأصل المتحرك أمام رجل الجوازات وبين الصورة الموجودة في جواز السفر لا سيما إذا كان صاحب الجواز أصلع الرأس أو لم يبق من شعر رأسه إلا حبات متناثرة متباعدة يحاول جمع خصلاتها بلا جدوى!، فتأتي الطاقية والشماخ والعِقال لتغطي الصلعة فيبدو المسافر في صورة جواز سفره أكثر شباباً وحيوية منه على الطبيعة حيث لا تبدو في الصورة الصلعة في رأس الطلعة؟!
نعم.. إن ما قاله الأستاذ أبو السمح يُلامس الواقع، وقد عايشت ذلك شخصياً خلال أسفاري المتعددة الى عشرات الدول في أجزاء من القارات الخمس، ولاحظت ان بعض رجال الجوازات ينظرون إلي ملياً للمقارنة بين صورة الجواز وبين «شكلي» الماثل أمامهم، بل انه حصل ذات يوم انني كنت في ياوندي عاصمة الكاميرون واقتضى سفري للعودة ان يكون من ياوندي الى باريس ثم في اليوم التالي الى جدة، فحجزت على الخطوط الفرنسية وكانت الرحلة نحو الساعة الثامنة مساء، فلما أردنا صعود الطائرة وجدنا عند سلمها رجال أمن فرنسيين يدققون في هويات جميع الركاب مقارنين بين صور الركاب على الطبيعة وصورهم في جوازات السفر، ولما وَصَلَنا السرا أنا وزميل الرحلة الدكتور غسان الرمال من رابطة العالم الاسلامي تعطل السرا لدينا عشر دقائق لأن رجال أمن الطائرة الفرنسيين أخذوا يدققون في صورتينا بالجوازين وفي ملامحنا مستخدمين كشافاً كهربائياً لعدم وجود اضاءة كافية عند سلم الطائرة، وقد طال وقوفنا وارتفع عندي السكر، حتى كدت اصيح فيهم قائلاً: سعودي.. أي أنني لا أنوي الهجرة من ياوندي الى باريس؟!، إلا انني تذكرت الحادي عشر من سبتمبر فكظمت غيظي حتى انتهت عملية التدقيق بسلام وسُمح لنا بصعود الطائرة، وتكرر الأمر نفسه عند الوصول الى باريس حيث ان جميع الطائرات القادمة من افريقيا لا يسمح لجميع ركابها بالنزول منها الا بعد فحص جوازات الركاب عند باب الطائرة ولكن عملية الفحص لم تطل في باريس لوجود اضاءة جيدة ولتعود رجال الأمن في باريس على اشكالنا المختلفة!
أعود لما قاله وطرحه ابو السمح مؤيداً له بأن تكون الصور الموجودة في جوازات سفر المواطنين مكشوفة الرأس لأن غالب من يسافرون يكون سفرهم بالزي الافرنجي اما من يسافر بالزي العربي فيمكنه كشف رأسه عند الوصول الى منطقة الجوازات في بلد الوصول لتسهيل عملية المطابقة وشكراً!
فكرة صائبة تستحق التطبيق
29 ديسمبر 2006 - 21:42
|
آخر تحديث 29 ديسمبر 2006 - 21:42
تابع قناة عكاظ على الواتساب