لقد أصبحنا في آخر الزمان نفتقد الى الصدق TRUTH والشفافية TRANSPARANCY والرأي السديد عندما أصبحنا ندور في حلقة مفرغة وسوف يلحقنا العذاب، عن أبي بكر الصديق قال: «يا أيها الناس تقرأون هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا أهتديتم)، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله تعالى بعذاب منه»، إسناده صحيح رواه جماعة منهم أبو داود والترمذي والنسائي. قرأت قبل عدة أيام عبر هذه الجريدة مقالة للكاتب والأديب الدكتور عبدالله عبدالمحسن السلطان يتحدث عن الشفافية والصدق في الإدارة والمعاملة بين أفراد المجتمع. عندئذ أرسلت له رسالة قصيرة على رقم جواله أذكر له أنني سوف أتواصل معه بخصوص ما جاء في مقالته عن الصدق والشفافية وسوف يكون تواصلي عبر زاويتي «عين الشمس». كان الدكتور يفرق بين الشفافية والصدق وذكر أن أكثرية أصحاب المناصب في الإدارة يستعملون كلمة الشفافية بدلا من كلمة الصدق في كل ما يصرحون به عبر وسائل الإعلام المختلفة وسأل الدكتور عن السبب في عدم استعمال كلمة الصدق بدلا من كلمة الشفافية. فهل هناك فرق في المعنى في لغة الضاد بين الكلمتين الشفافية والصدق، فهذا هو مربط الفرس في موضوع مقالتي هذه.
الصدق هو أن تقول الحقيقة أي أن تخبر الآخرين عن أمر ما كما حدث بالكامل، أما الوضوح أي الشفافية فهو عكس الغموض أي أن تكون واضحا لما في أفكارك وكلامك يحتمل وجها واحدا وبعيدا عن الشك أو التفسير بأكثر من وجه. والشفافية هي أن يكون ما في قلبك على لسانك والشفاف من يكون وجهه ولسانه مرآة لقلبه.
ولقد دأب بعض الناس على استعمال لفظ الشفافية التي تدعو إليها المؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية على حد سواء، تنفيذا للنظم التي تدعو للشفافية وعدم التحسس من الرأي الآخر.
أقول دأبوا على استعمال هذا اللفظ في مقدمة حديثهم لإيهام السامع والمتلقي بحسن نيتهم وصدق غيرتهم أو صراحتهم ، وذلك تمهيدا لما سوف يقوم بإفراغه من جعبته نحو الآخرين، وما ظن أولئك النفر أن للشفافية حدودا وآدابا وأخلاقا واحتراما للغير، وهذا هو لباس الشفافية الذي يزينها ويجعلها مقبولة لدى الآخرين، وتحقق المعنى والمبنى المقصود من هذه الكلمة. ونحن ولله الحمد في بلد يدعو ولاة أمره للصدق في الحوار والمناقشة ولا غير ذلك، لذا كان لزاما علينا معرفة معنى هذه الشفافية، وكيف يمكن أن تؤدي ثمارها اليانعة بإذن الله تعالى.
الشفافية هي سلاح ذو حدين يمكن عن طريقه تحقيق الأهداف المنشودة منه، والإصلاح والتطوير أو عن طريقها يمكن تقدير جهد الآخرين واحترام آرائهم ومشاعرهم، كما يمكن عن طريقها الإساءة إلى الآخرين واغتيال عطاءاتهم والتقليل من إنجازاتهم، وكذلك يمكن عن طريقها بث السموم والأفكار والآراء المغرضة التي تسيء وتؤذي الغير.
الفرق بين الشفافية والصدق أشرحه في الذي ينظر إلى الكأس ويقول: الكأس نصفها مليء أو يقول إن الكأس نصفها فارغ فهذا يتحدث بالشفافية وليس بالصدق، أما من ينظر إلى الكأس ويقول: الكأس نصفها مليء ونصفها فارغ فهذا يتحدث بالصدق، فالشفافية ناقصة أما الصدق فهو كامل، والله أعلم.
للتواصل فاكس: 6079343

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة