رغم الأهمية التاريخية للحناكية كمحطة لحجاج البر القادمين من العراق والخليج ودول شرق آسيا، وأهميتها الحالية كمنطقة جذب سكاني للبدو والمحيطين بها وكمركز اداري يتوسط العديد من القرى والهجر، رغم كل هذه الاهمية المتعاظمة للحناكية التي نشأت كمركز خدمة صغير على الطريق الذي يربط المدينة المنورة بالقصيم وحائل الا انه مايزال ينقصها الكثير من الخدمات وفي مقدمتها المياه كما رأينا ذلك في الحلقة الاولى من هذه الجولة اضافة لخدمات الصرف الصحي والكهرباء وحاجة مستشفاها الى زيادة في اعداد كوادره الطبية والفنية وتحسين الخدمات العلاجية في مستوصفها الكائن في منزل شعبي وتوطين شبابها الذين يهاجرون الى خارجها في ظل عدم وجود معهد مهني او نادٍ يجمع شتاتهم!.
صراف واحد
وتكشف الحلقة الثانية من هذه الجولة المزيد من اوجه النقص في الخدمات بالحناكية حيث معاناة الاهالي في ظل وجود صراف واحد واصطفافهم في طوابير طويلة حوله كما اشار الى ذلك كل من محمد المتاخمي وابراهيم الحربي واحمد سالم وسعد الحربي وسعود الحربي مطالبين بإيجاد صرافات اخرى حتى يتمكن الموظفون من سحب رواتبهم.

تداخل خطوط الهاتف
ومما يستدعي الانتباه في خدمات الاتصال بالحناكية تداخل خطوط الهاتف مع اسلاك الكهرباء مما قد ينذر بحدوث تماسات كهربائية.

آثار الحناكية
واذا كانت الحناكية فقيرة من ناحية المياه والخدمات فإنها في المقابل غنية بكنوزها الأثرية وبمععادنها الا انها بانتظار من يستثمرها ويحيلها الى منطقة جذب سياحي: عدد من اهالي الحناكية ابدوا استغرابهم من عدم الاهتمام بالآثار التاريخية التي تحفل بها المحافظة من قبل الجهات المعنية اذ ان المؤسف حقا هو تغيب الجهات المختصة عن هذا الزخم الهائل من الاثار الاسلامية والرسومات الصخرية وتكتفي فقط بعمل سور حديدي بسيط لبعض المواقع الأثرية دون تحويلها الى مواقع جذب سياحية.

الربذة
من هذه المواقع الأثرية المهمة في الحناكية مدينة الربذة التي اشتهرت كمدينة اسلامية هامة ارتبط اسمها بالصحابي الجليل ابي ذر الغفاري وبجبل الربذة المعروف بالمصيعيكية وجبل «سنام» فضلا عن انها كانت تمثل أهم المحطات في طريق الحجاج من العراق الى مكة المكرمة والمنزلة رقم (19) من المنازل الرئيسية الـ (27) التي انشئت على طريق الكوفة- مكة المكرمة، إضافة الى محطة (معدن النقرة) وبقايا اثار في «مغيثة الماوان» المعروفة باسم (المعاوية) وبقايا موقع اسلامي يعرف اليوم باسم (الصقعاء) او «العميره» فيما تتوسط الربذة مناجم مشهورة كمعدن النقرة في الشمال ومعدن بني سليم في الجنوب المعروف باسم (معهد الذهب).
يشير الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد وكيل وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف الى (قيام منطقة استيطان حضارية) في موقع الربذة، تمثل مدينة اسلامية تعود جذورها الى عصر الخلافة الراشدة، وربما قبل ذلك بقليل، وتمتد مرحلة الاستيطان الحضاري حتى مطلع القرن الرابع الهجري، شاملة بذلك عصر الرسالة والخلافة الراشدة والعصر الاموي والعصر العباسي الاول وجزءا من العصر العباسي الثاني وهي فترات هامة في التاريخ الإسلامي.
ويتميز الموقع على ما يقارب الثلاثة قرون بأهمية تمثلت في الآتي:
- منطقة رعي تحت حماية الدولة في العهد النبوي.
- نمو المدينة منذ قدوم أبي ذر الغفاري لها وصارت ملتقى للعلماء.
- تقع المدينة على طريق الحج الرئيسي بين الكوفة ومكة المكرمة.
- تمثل حلقة اتصال بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.