رغم الزخم الإعلامي المتزايد حول أخبار التقدم في أبحاث السرطان، تكشف دراسات علمية حديثة أن الوصول إلى لقاحات وقائية فعّالة لا يزال مرهوناً بتجارب معقدة واختبارات طويلة قبل اعتمادها سريرياً.
يشهد مجال أبحاث السرطان تطوراً متسارعاً في السنوات الأخيرة، مدفوعاً بتقدم تقنيات الهندسة الوراثية واللقاحات المعتمدة على الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA). ووفق دراسة علمية نُشرت نتائجها ونقلتها دورية Medical Xpress عن باحثين من جامعة أكسفورد، فإن العلماء يعملون حالياً على تطوير لقاحات تستهدف منع ظهور بعض أنواع السرطان قبل تشكلها، بدل الاكتفاء بعلاجها بعد الإصابة.
الدراسة أوضحت أن هذه اللقاحات لا تعمل بالطريقة التقليدية للقاحات الأمراض المعدية، بل تهدف إلى تدريب الجهاز المناعي على التعرّف المبكر على الخلايا التي قد تتحول لاحقاً إلى خلايا سرطانية. ويجري حالياً اختبار لقاح مخصص لسرطان الرئة في مراحل تجريبية متقدمة، على أن تبدأ التجارب السريرية البشرية خلال الأعوام القليلة المقبلة.
وأشارت الباحثة البروفيسورة سارة بلاغدن، المتخصصة في علم الأورام التجريبي بجامعة أكسفورد، إلى أن التحدي الأكبر لا يكمن في تطوير اللقاح نفسه، بل في ضمان فعاليته طويلة الأمد وسلامته عند إعطائه لأشخاص أصحاء، وهو ما يتطلب سنوات من المتابعة السريرية الدقيقة.
كما لفتت الدراسة إلى أن احتمالية توفر لقاحات وقائية لأنواع عدة من السرطان خلال 10 سنوات تبقى ممكنة علمياً، لكنها مشروطة بنجاح التجارب وعدم ظهور آثار جانبية غير متوقعة، إضافة إلى القدرة على إنتاجها وتوزيعها عالمياً بشكل عادل.