-A +A
طلال الردادي (مكة المكرمة)
حينما تسير في اغوار زقاق البخارية بحي الغزة تتسلل اليك رائحة «التميس» والمنتو والفرموزة وبينما تتنقل في ردهات الحي ترى البخاريين يتجاذبون اطراف الحديث ويتلمسون باهتمام كبير هموم ابناء جاليتهم كثير منهم ارتبط بمكة المكرمة وجدة والطائف .... جاءوا للحج والعمرة ومنهم من اتى بحثاً عن العمل.
بيد انهم استوطنوا تلك الاحياء عاشوا فيها وانصهروا بين سكانها واصبحوا جزءاً لا يتجزأ من نسيجها.
زقاق البخارية
يقول ماجد البخاري ان الكثير من ابناء الجالية البخارية اتت الى مكة منذ مايقارب السبعين عاماً واستقرت فيها وانصهرت في المجتمع واصبحت عاداتها وتقاليدها من عادات الشعب هنا ومنهم من حصل على الجنسية السعودية.
واضاف البخاري لانزكي انفسنا لكن في واقع الامر مقبولون من كل اطياف الناس ولم نكن مصدرا للمشاكل في يوم ما كما اننا نستثمر كل ما نحصل عليه من اجور داخل البلد لان الكثير من ابناء الجالية لا يفكرون مطلقاً العودة الى المجهول.ويضيف: كما انه يوجد في مكة حي باسم البخاريين او «زقاق البخارية» وهناك احياء اخرى في الطائف وجدة.

التميس البخاري
وعن طريقة اعداد التميس البخاري .. يقول المعلم عبدالله البخاري الذين يعملون في هذه المهنة: بعضهم من تركستان جاءوا الى مكة المكرمة في اوائل القرن الرابع عشر الهجري تقريباً والتميس عبارة عن فطير يخبز في التنور وبعد تهيئة العجين يقرص بآلة مخصوصة ليكون اشبه «بالمخرق» ثم يوضع في جدار التنور الى ان ينضج.
كما ان هناك القلابة البخارية وهي عبارة عن فول مهروس مع الطماطم ومقبلات وبهارات.

صلة الرحم
نجح البخاربون بامتياز في تقديم افضل الوجبات التي يقبل عليها الناس واهمها الرز البخاري والتميس هكذا بدأ عبدالله محمد تركستاني حديثه واضاف فضلاً عن مزاولتهم انشطة التنجيد والاثاث المنزلي محلي الصنع كما احترفوا مهنة «الاسكافي» صناعة الاحذية.
يواصل تركستاني قائلاً: نظراً للتقارب الروحي بين البخاريين وابناء هذا البلد فان كثيرا من السعوديين تزوجوا ببخاريات وتدعمت العلاقة بالدم.


عمل وعطاء
وعن طريقة حياتهم هنا .. قال تركستاني اولاً يأتي البخاري وهو لا يفكر الا في العمل والعطاء وفق الطرق السليمة فيقضي يومه كاملاً بالعمل في المحلات التجارية او المطاعم ويمد يد العون والمساعدة لكل انسان .
وفي مواسم الحج والعمرة تجده في ساحات الحرم الشريف يبحث عمن يحمل له اخباراً تطمئنه وتروي عطش شوقه على اقاربه في بلاده.

باقة ورد
مؤلف كتاب تراث مكة في القرن الرابع عشر عبدالله ابكر يقول: معظم سكان مكة اليوم مجموعات من سائر شعوب العالم فهي اشبه بباقة من الزهر فيها من كل نوع و لون ورده يتفاضلون ويتمايزون فيما بينهم بالعراقة والايغال في القدم.
والبخارية او البخاريون هو مصطلح يندرج على القادمين من مختلف مناطق الاتحاد السوفيتي سابقاً والصين الشعبية وعاشوا على ثرى مكة المكرمة الطهور جنباً الى جنب مع سكان العاصمة المقدسة الاصليين وامتزج هؤلاء في البوتقة المكية واصبحوا يشكلون ابناء بلد الله الحرام.