لم تعد الحياة نفسها، ولم يعد الناس هم الناس بعد أن اجتاحت العولمة مفاصل المجتمع، فبات الجميع في سباق مع الزمن لمواكبة التطور المصاحب للتغيير.. وتداخلت الأمور فأصبح التفاخر سمة من سمات العصر، وأصبح التقليد لدى البعض مبدأ أساسيا وروح الموضة السائدة، حيث يسعى الجميع جاهدا للظهور بما هو غريب ليدخل بوابة التميز، حتى طال هذا التغير طقوس الحياة الاجتماعية ومنها حفلات الزفاف.
لم يكن هذا التغيير بالطبع إيجابيا لما يصاحبه من إسراف غير محبب -وفق البعض- بعد أن اصبحت الأسر تبحث عن التميز والتفرد في إحياء مناسباتها الخاصة، حتى ظهرت تقليعات جديدة وغريبة وجميلة في الوقت نفسه، إلا أن بعضها مكلف بطريقه مرفوضة لدى البعض ومقبولة لدى الآخر، ومن تلك التقليعات الورود التي توضع على موائد المدعوات في حفلات الزفاف، وهي غير الورود التي تزين بها «كوشة العروس» التي قد يصل سعرها الى (100) ألف ريال، فضلا عن الورود التي توضع في مدخل القاعة وفي الممرات، والتي يختلف نوعها حسب طلب صاحب الدعوة.. «عكاظ الأسبوعية» استمعت لبعض الآراء حول هذه الورود ومدى تقبلهم لها أو رفضهم لبعض منها.
وكانت البداية مع زاهية حسن التي أحيت حفل زفاف ابنها البكر في إحدى قاعات الأفراح، وقالت «أحيا أخي زفاف ابنه قبل شهرين، وتكفل بمصاريف الزفاف أهل العروس وكان بحق زواجا فاخرا، فعندما حان موعد زواج ابني، أحببت أن اثبت لأرحام أخي أننا نستطيع إقامة زفاف أفخم من زفافهم، فتكفلت بكل شيء ومنه الورود التي توضع على طاولات المدعوين، وكانت القاعة تضم نحو 200 طاولة».
وأضافت» طلبت أفضل أنواع الورد الأبيض أي بلون فستان الزفاف، وأن ينسق بطريقة غريبة بحيث يتدلى من الطاولة للأرض وأن توضع عليه شرائط فخمة وكانت تكلفة الباقة الواحدة (1000) ريال لأن فرحة ابني وعروسه وظهورنا أمام أرحام أخي بشكل أفضل يساوي لدى أكثر».
وقالت عنود مشعل إن عريسا تقدم لابنتها وتم عقد قرانها في الحرم وأحيت حفلة النساء في إحدى القاعات. وتضيف: حرصت على اسعادها لأنها آخر العنقود ووالدها توفي قبل عامين من عقد قرانها، وحتى لا تشعر بالحرمان بعد وفاته اقترضت من البنك وحجزت قاعه فخمة ورغبت ابنتي في أن يكون لون فستانها احمر، ورغم اعتراضي على اللون إلا إني وافقت، كما حرصت على تزيين موائد المدعوات بباقات الورد الأحمر ومن أغلى الانواع وكلفة الباقة الواحدة 700 ريال وعدد الموائد 150 طاولة، وبعد انتهاء الحفل وعندما رأت أمي الورود تقذف ثارت علي وغضبت مني ووبختني وقالت هذا إسراف سوف يحاسبني الله عليه.
أما نوال حمد فقد زفت ثلاثة من أبنائها الذكور واثنتين من الإناث، وتقول «نظمنا حفل زفاف جيدا خاصة أن مستوانا المادي فوق الجيد، لم الجأ إلى الإسراف في شراء الورود، ورأيت أن من الأفضل شراء هدية قيمة للعروسين أو منحهما مبلغا ماليا لقضاء شهر العسل، بدلا من صرف مبالغ كبيرة في تأمين باقات الورود للمعازيم، علما بأنني خصصت باقات ورد لموائد المدعوات بتكلفة 200 إلى 300 ريال للحفل ككل».
واجتمع رأي فايزة خالد وفهدة محمود على أن الاعتدال في كل شيء مطلوب فقد أقامت كل منهما حفلات زفاف لأبنائهما ووضعتا على الطاولات باقات ورد ولكن بأسعار معقولة، لاعتقادهما ان ما يصرف من مبالغ كبيرة لا يستفيد منه احد، ومن المجدي توظيف هذه المبالغ في أمور مفيدة يستفيد منها العريس وعروسه، وانتقدتا ما تقوم به بعض العوائل من إسراف خاصة في باقات ورود بهدف التفاخر الذي لا طائل من ورائه.
إلى ذلك أكد (نزار. ف) مدير محل للورد زيادة الطلب في السنوات العشر الأخيرة على الورود وخاصة في حفلات الأفراح، وقال «تختلف الآراء والأذواق وتخضع لتصور صاحب الحفل، ونحن ننفذ رغبة الزبون، ومعظم الزبائن يختارون الأنواع الغالية سواء في النوعية أو التصميم».
وأضاف «يختلف سعر الورود حسب نوعها ولونها وبلد المنشأ، وتتفاوت الأسعار ما بين الخمسة ريالات وحتى العشرين ريالا للوردة الواحدة، وهناك من يطلب أن تكون باقة الطاولة تحوي خمس وردات مع الورق الأخضر والشرائط والبعض يطلب عشرا أو أكثر وقد يصل السعر إلى 2000 ريال للباقة الواحدة».
700 - 2000 ريال سعر الباقة الواحدة
ورود حفلات الأفراح.. إسراف مكروه وتقليـــــــد أعمى هدفه التباهـــــــي
19 سبتمبر 2013 - 19:27
|
آخر تحديث 19 سبتمبر 2013 - 19:27
ورود حفلات الأفراح.. إسراف مكروه وتقليـــــــد أعمى هدفه التباهـــــــي
تابع قناة عكاظ على الواتساب
وفاء باداود «جدة»