بدأت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وضع النواة الأولى لإعلام نسوي سعودي متخصص، حينما قررت قبول قرابة (60) طالبة قبولاً أولياً بمرحلة الماجستير والدكتوراه في قسم الإعلام، وسيُسجل تاريخ الإعلام السعودي أنها أول جامعة سعودية، بادرت بافتتاح قسم صحافة متخصصة للمرأة السعودية، يُعالج الأحداث والتطورات في سياقها الاجتماعي العام، وتقوم به مؤسسات إعلامية متخصصة، تعمل بها كوادر إعلامية مؤهلة تأهيلاً إعلامياً عالياً، ومختصة أكاديمياً في هذا المجال المحدد». وقرأتُ أن الدكتور محمد بن عبدالعزيز الحيزان (عميد كلية الدعوة والإعلام بالجامعة) أعلن «أنّ هذا القسم امتداد لدور الجامعة في تلبية حاجات المجتمع، وسوق العمل». وبذلك بوسع المؤسسات الإعلامية السعودية، الاستعداد لإصدار وسائل إعلام نسائية متخصصة، بعد أن كانت تتذرع بغياب الإعلاميات السعوديات المتخصصات، فقد توافر في الساحة الآن سعوديات استجبن للتحرك الاجتماعي، وأصبحن قوة إعلامية فعّالة مؤثرة، مقابل بعض سعوديات ووافدات لايعرفن المنهجية العلمية لصحافة المرأة، ولم يحصلن على تدريب كاف، ومن ثم فهنّ في حاجة لإعادة تأهيلهن إعلامياً في هذا المجال.
«الصحافة علم وفن» وشرح هذه الحقيقة يطول ولكنها تعني باختصار «أن العلم موضوعي والفن ذاتي»، وفي ضوء ذلك فإن هناك من رأى أنه «لا يكفي أن يكون صحفي الغد متعلماً تعليماً جامعياً عاماً، بل لابد من إعداده لمهنته إعداداً خاصاً. فالصحافة من أكثر المهن حاجة إلى أوسع المعارف، وأعمقها، وهي مهنة مفتوحة لا مغلقة، وتختلف عن سائر المهن الفكرية الحرة».
روى إعلامي أمريكي خبير (وليام ف.وو) أنه حينما فكرت إحدى الجامعات الأمريكية، في إنشاء أول كلية للصحافة في العالم عام 1309هـ (1892م) كان الخلاف يدور حول: ما يجب أن يكون عليه تعليم الصحافة؟ هل في التدريب العملي في معظمه؟ أم في النظريات؟ أم في خليط من الاثنين؟ وهل الهدف هو إنتاج شهادات دكتوراه؟ أم إنشاء أجيال المستقبل من المراسلين والمحررين؟ ولا أريد أن أستفيض في شرح تفاصيل هذه القصة، فعدد كلمات هذا المقال محدود، ولكنّ النتيجة التي تم التوصل إليها بعد أكثر من مائة عام هي: «أن الصحافة ليست وسيلة لكسب المال أو توفير التسلية، بل إنها تخدم الصالح العام، وأن الحكومة الفعالة تعتمد على الصحافة النزيهة المتجردة التي تهتم بالصالح العام، والمتمتعة بعقول ذكية مُدرّبة لمعرفة ما هو صائب، والتي تملك الجرأة لتحقيقه».
دخول المرأة السعودية عالم الصحافة النسائية المتخصصة، من بوابة جامعة الإمام يعني: وجود صحافة تقوم بخدمتها معتمدة عليها، تعطيها حقها في المعرفة، وتكشف بموضوعية عن القضايا التي تهمها، لترتكز صناعة صحافة المرأة السعودية على: أسس مستقرة تعرّفها بذاتها، وتمكّنها من اتخاذ قرارات سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وشخصية، وتخطط لمستقبلها في مجال نقل المعلومات، والحصول على الأنباء، وكتابة القصص الإخبارية، بكفاءة ومهنية عاليتين ومهارات ضرورية.
فاكس: 014543856
badrkerrayem@hotmail.com
جامعة الإمام وصحافة المرأة
12 نوفمبر 2006 - 19:04
|
آخر تحديث 12 نوفمبر 2006 - 19:04
تابع قناة عكاظ على الواتساب