السبخة.. آفاق التنمية

يبدأ المشهد في التغير والاشياء في التبدل وأنت تدلف الى هذا الكم المتناثر من القرى (حوالى 15 قرية يقطنها اكثر من15 ألف نسمة) الذي يكوّن واحدا من أهم وأكبر القطاعات التابعة لمحافظة صبيا هو (قطاع السبخة) الذي ما يزال خارج خارطة التطور والنماء وخارج قضبان قطار الخدمات رغم ما يحتويه من امكانيات زراعية وسياحية هائلة. في هذه الجولة التي استغرقت منا أياما مررنا خلالها بمختلف القرى وتحدثنا فيها مع سكانها واستمعنا الى احتياجاتهم ورصدنا آمالهم وتطلعاتهم، يجمع الأهالي على انهم يعانون من نقص في خدمات المياه والكهرباء والصحة والتعليم والسفلتة والنظافة، فيما هم يتطلعون الى نهضة زراعية وسياحية ومشاريع استثمارية في مختلف المجالات.
المزارعون والصيادون وبائعو الأراك
وبينما يشكو المزارعون من غياب وجود آلية حديثة لتسويق منتجاتهم الزراعية الأمر الذي أدى لهجران بعضهم للزراعة، يشكو البسطاء من الأهالي من الاحتطاب الجائر خاصة لشجر الأراك الذي يعد المصدر الرئيسي للدخل حيث يتم بيع كميات وفيرة منه للأسواق المحلية وتسويقه خارج المنطقة في كل من الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة وغيرها، في حين يشكو الصيادون من عدم وجود مرسى حديث لقواربهم ويطالبون في الوقت ذاته بايجاد قوارب صيد حديثة تجنبهم مخاطر الصيد وسط الرياح والعواصف حيث ما زالوا يمارسون الصيد بوسائل بدائية لا تتوفر فيها وسائل السلامة.

الجديين خدماتها غائبة
في بداية جولتنا على أهم قرى القطاع توقفنا في قرية الجديين وتحدث الينا كل من عابد ويحيى وموسى ومروعي شافعي وحسن حويس ومحمد ديباجي ومروعي حسن وعلي غبيري وشيخ القرية مروعي علي شافعي مشيرين الى الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي خاصة في موسم الصيف ومعاناتهم المتصلة بانقطاع المياه في ظل وجود خزان للمياه في القرى ولكن المشكلة تكمن في الاعطال المتكررة للماطور الذي يغذي قريتهم بالماء، أما مشروع التحلية الذي نفذ قريبا فلم يتم الاستفادة منه بادخاله في الشبكة العامة حيث ما زال الأهالي يعتمدون على الوايتات ويتساءل الأهالي: كيف يخترق مشروع التحلية القرية بينما هم يعانون من العطش؟!
وفي مجال التعليم يتحدث الأهالي عن حاجتهم لثانوية للبنين ومتوسطة للبنات مما يضع حدا لمعاناتهم في نقل أبنائهم للقرى المجاورة.
وصحيا يشيرون الى تبرعهم بأرض منذ عشر سنوات لاقامة مركز صحي عليها وفي كل مرة يصدمون بأن ذلك يتم ضمن الخطة المدرجة لانشاء المراكز الصحية من قبل الوزارة مما يطيل في انتظارهم للمشروع.
وليست خدمات الاتصال والنظافة بأحسن حال من الخدمات الأخرى اذ يطمحون لتقوية الشبكة ما يغنيهم عن صعود أسطح المنازل أو الخروج من القرية حتى يتمكنوا من الاتصال بالعالم الخارجي، فضلا عن تكدس النفايات وانتشار البعوض وهي مطالب لا تقل في مجملها عن انشاء سدود بديلة للسدود القليلة والهشة التي لا تصمد طويلا أمام السيول وتطعيم المواشي وايجاد مركز رياضي ثقافي يستوعب طاقات شبابهم.

أبو دنقور
وتتواصل هذه الجولة الى قرية ابو دنقور التي يؤكد المؤرخون انها تحمل الاسم القديم لمحافظة صبيا..
هنا يتحدث كل من علي فقيري واحمد فقيري واسماعيل محمد وزين فقيري واحمد علي ومحمد صرخي وحسين فقيري عن جملة من الاحتياجات تشتمل سفلتة شوارع القرية وانارتها وتقوية شبكة الاتصالات ومعالجة انقطاع المياه ودرء مخاطر السيول ورش البرك بالمبيدات.

الحبابية
وتشارك الحبابية ابو دنقور مطالبها من حيث السفلتة والانارة وتقوية شبكة المياه والاتصالات والعقوم التي تصد عنهم هجمات السيول ورش المبيدات كما أشار الى ذلك كل من ابناء القرية ناصر ابو حبيبة وناصر عارجي وعلي عبدالله ونايف وخالد وناصر ابو حبيبة وقاسم عبدالله وعلي ابو حبيبة.

الهدوى الشمالي والجنوبي
اتجهنا من هناك بصحبة المصور عبدالله شافعي الى قرية الهدوى الشمالي والجنوبي والتي تعاني كغيرها من قرى قطاع السبخة من ضعف الامكانيات وتتطلع نحو مستقبل واعد لأجيالها وهنا يشير كل من محمد حسن صرخي وعلي يحيى صرخي وهادي جعفري ومحمد مهدلي وناصر وعيسى وراجح صرخي الى الأهمية القصوى لسفلتة الطريق المؤدي لقريتهم والذي انهار تحت السيول التي اجتاحت القرية قبل عامين والتي لا تقل أهمية عن مكافحة البعوض الذي انتشر في القرية بفعل تراكم النفايات ومخلفات المواشي سيما ان القرية تقع على مقربة من الوادي مطالبين بتكثيف فرق الرش والتي لاتزورهم الا مرة كل ثلاثة أشهر.
وهناك مشكلة أخرى تتمثل في تواجد المتسللين ومجهولي الهوية بقريتهم حيث يتخذ هؤلاء من الأودية والمباني المهجورة القريبة من القرية مأوى لهم فضلا عن أهمية تسوير المقابر حفاظا على حُرمة الموتى.

الحجرين
والى القرية المجاورة في الحجرين في اطار هذه الجولة على قطاع السبخة حيث يشير كل من عبده محمد ويحيى باشا وعليان حجر وعيسى صائم وعلي عداوي واحمد حجريني وعلي مغاوي ويحيى ادريس وعمر عسيلي وعلي منحش حقوي الى حاجة القرية الى السدود التي تحميهم من السيول هذا الهاجس الذي يؤرق مضجع الأهالي والى معالجة الانقطاع المستمر للتيار الكهرباء ومعاناتهم جراء ذلك فضلا عن اعطال أجهزتهم المنزلية علاوة على تحديث خدمات الاتصال وتسوير المقابر.

أم العرش
ومن الحجرين صوب أم العرش حيث تواضع الامكانيات بإجماع كل من علي حسن سباج وحسن جعفري وعلي حدور ومحمد ستون واحمد سويدي وعلي مهرب ومطالبة جماعية بايجاد وسائل نقل لأبنائهم الطلاب الذين يدرسون خارج القرية مما يخفف العبء عن كاهل آبائهم من ذوي الدخل المحدود والأسر الفقيرة كما تبرز مشكلة السيول كهاجس مقلق للأهالي الذين ما تزال ذاكرتهم تحفل ما حل بقريتهم في ظل غياب السدود من هدم للمباني ونفوق للماشية وتلف المزارع وذلك بفعل السدود التي اجتاحت القرية قبل عامين وتسببت في عزلها عن العالم كما يطالب الأهالي بسفلتة شوارع القرية وانارتها وتقوية شبكة الهاتف الجوال.

زربة
وفي زربة التي تبحث عن نفسها في ظل غياب الخدمات الأساسية يتحدث كل من علي خلاف ومحمد مصعود وعيسى جعفري وعيسى ملهوي وشوكان جعفري وشيخ القرية عيسى أبو الراس عن حاجة القرية لشبكة مياه حديثة حيث ما زال الأهالي يعتمدون على الوايتات والى ضرورة ايجاد عقوم ترابية تحمي القرية من خطر السيول.

الحرف
وفي الحرف تتواصل معاناة الأهالي من غياب الخدمات الذي دام لأكثر من عقدين حيث يؤكد كل من احمد غريب ومحمد شمسي وموسى محرق وحسين عارجي وحسن ضيف الله جعفري وناصر عارجي وماجد غريب وموسى شمسي شح مياه الشرب في القرية مما يضطر الأهالي معه مكرهين للاعتماد على الوايتات ولكن حتى هذه تشكل عبئا ماديا على الأهالي خاصة ان معظمهم من ذوي الدخل المحدود وفوق ذلك يرون الا نجاة للحرف من مخاطر السيول سوى بانشاء السدود.

السبخة
أما في قرية السبخة التي اشتق اسم القطاع من اسمها فهي كمثيلاتها من القرى الأخرى بحاجة للخدمات وربما الاختلاف الطفيف انها تتوفر على شواطئ ومواقع سياحية رائعة تحتاج الى من يستثمر طبيعتها البكر.
واضافة الى ذلك يشير كل من ابراهيم عيسى قناعي وابراهيم جعفري ومحمد مدا واحمد قناعي وعبده قناعي وحسن بحيص وشيخ القرية علي طمام الى حاجة القرية الى ما يروي الظمأ بدلا من اعتمادها في توفير المياه على الوايتات.
ونظرا لقربها من الساحل واعتماد بعض سكانها على الصيد يطالب هؤلاء بايجاد مرسى لقواربهم حيث يقوم بعضهم بصيد الاسماك بطرق بدائية لا تخلو من المخاطر فضلا عن مطالبتهم بالسفلتة والانارة وتقوية شبكة الهاتف الجوال.

جريبة
وفي قرية جريبة التي صدمنا بتجوالنا عبرها بتكدس النفايات والمخلفات يخشى ابناؤها عباس ابو خيرة ومحمد شوكة وابراهيم بحيص وعباس زريقان وجابر شوكة وعبدالوهاب ابو خيرة ومحمد طميحي وعلي عباس عبدالوهاب وخالد ابو طيرة وشيخ القرية علي عباس من تلوث بيئي وشيك لوجود مخلفات الصرف الصحي الى جوار خزان المياه في القرية وانتشار البعوض بسبب ضعف عمليات الرش من قبل بلدية صبيا علاوة على تشديد الرقابة على المطاعم والبوفيهات في هذا الاطار ونظافة بيئتها التي تئن تحت التلوث والاهمال.

الفقرة.. خاتمة الجولة
وفي محطتنا الأخيرة من هذه الجولة على قرى قطاع السبخة استمعنا الى شيخ القرية احمد ضيف الله فقيري ويعقوب عبده وعلي حميدي وباسم فقيري وعبدالله ضيف الله فقيري وباري ومحمد وجبريل والحجازي فقيري وهم يتحدثون عن حاجة القرية الى متوسطة للبنين والبنات وتسوير المقبرة وايجاد خزان للمياه ومكافحة البعوض والتلوث وتقوية خطوط شبكة الهاتف الجوال.
وبعد ان استمعنا الى هموم أهالي قرى قطاع السبخة هل تتحقق أمانيهم باللحاق بقطار الخدمات والذي مر سريعا الى قرى أخرى دون ان يتوقف عندهم..
هل ترتسم الابتسامة على ثغر هذا القطاع الكبير أم ان للمعاناة فصولا أخرى قادمة؟!.